أخبار سوا حوار

سارة الإمام تكتب:استقلال السودان..”الحرب والأمل”

سارة الإمام تكتب:استقلال السودان..”الحرب والأمل”

“بين ويلات الحرب وآمال الوحدة، تستعرض الذكرى التاسعة والستون لاستقلال السودان التحديات التي تواجه الشعب في سعيه لتحقيق السلام والاستقرار الوطني.”

 

الحرب في السودان لا تعرف عاماً جديداً ولا عيد استقلال مجيد، فالكثير من الحكايات المأساوية والإنسانية على حد سواء جسدتها الحرب التي لم ينجٌ منها أحد، تركت في كل بيت بصمة ورسمت في كل شارع خارطة أمل بالعودة إليه، ومع ذلك ما زالت مستعرة، وقد تُكمل عامها الثالث بحلول منتصف أبريل المقبل، إذ لا تبدو نهاية للصراع في الأفق.

تمر الذكرى التاسعة والستون لاستقلال السودان وسط تحديات جسيمة تشهدها البلاد وشعبها الطامح للسلام؛ هذه الذكرى ليست مجرد احتفال وطني، بل محطة للتأمل واستذكار نضال أبناء الشعب السوداني، وفرصة لاستعادة العزيمة وتجديد الإيمان بإمكانية تحقيق الوحدة الوطنية، إنها تذكير بأهمية تعزيز التوازن وترسيخ الترابط لمجابهة الأزمات والمضي قدماً رغم المحن ليظل الوطن حراً ومستقلاً.

لكن غياب الوحدة الوطنية يظل أحد أكبر التحديات التي تواجه السودان، فقد تجلى هذا الغياب في الحروب والصراعات الأهلية والخلافات السياسية، الناجمة عن تباينات إثنية وقبلية وثقافية؛ هذا التنوع الذي يجب أن يكون مصدر قوة، تحول إلى نقطة ضعف بسبب غياب إدارة رشيدة تعزز التعايش وترسخ الهوية الوطنية الجامعة داخل حُدود الدولة.

إن معالجة جذور الأزمة تتطلب الاعتراف بالتنوع وتقبل الاختلاف، وتبني سياسات تسعى إلى تحقيق العدالة والمساواة بين مختلف مكونات الشعب السوداني؛ فالطريق نحو السلام والوحدة الوطنية يبدأ بإرادة جماعية تتجاوز الانقسامات، وتنظر إلى السودان كوطن يسع الجميع بماضيه الغني ومستقبله الواعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *