الاكثر قراءةالرئيسية سوا حوارساحة حوار

“هاجر محمد “تكتب :الإصلاح للخطاب الديني وتغيير الوعي

لايستطيع أحد أن ينكر دور الدين في الصلة التى تصل الإنسان بـ”الله “خالق العالم ،الذي بقدرته يقوم بالوفاء بالدور النفسي والوجودي الذي يحتاجه الإنسان في حياته .
شهدت كل الأديان عصور جمود وعصور تجدد وازدهار في الفقه واللاهوت والتأويلات،حيث تميزت كافة الأديان بالقدرة على التكيف والتجديد التى جعلتها تستمر وتواكب كافة العصور بإختلاف الثقافات والإفكار بالرغم من تحديات المجتمعات ،الغريب بإن الديانات قابلة للتغيير ومواكبة العصور ومناسبة كل الأفراد عبر الأجيال والذين مازالوا يؤمنوا بها عبر العصور على وجه التحديد اصحاب الديانات السماوية.
فقد جعل الله الإنسان على مر التاريخ يختبرتحول معتقداته وتصوراته ،فهل يبقى إدراك الإنسان على حال واحدة طوال التاريخ،وهل كانت معتقدات أي أمة وسلوكها على نمط واحد،المتأمل في التاريخ سيتأكد بإن هناك عددا لاحصر له من الإختلافات بين مذاهب الدين الواحد،فما بالنا بين اصحاب الديانات المختلفة حيث الأساس لكل الديانات هو عباده الله رب الجميع وكل تلك الديانات ماهي إلامجموعة من الممارسات للتقرب منه وفقا لأيدلوجيات الجميع ومعتقداتهم. إذا لايوجد طريقة او دين ثابت وكل شيء يتبع سنة التغير .
إذا لماذا لا يتكيف اصحاب بعض الديانات مع التجديد في الخطاب الدينى ودرجة التنوع في المجتمعات لماذا يصر بعض المتشددين على إضفاء صورة الجمود والرجعية على أتباع الديانة الإسلامية عن طريق معاملة الآخر المختلف حتى ولو في نفس المعتقد بطريقة تنهج طابع العنف او تجعله يشعر بإنه مرفوض من الله.
بالرغم بإن الله هو رب العالمين وليس رب المسلمين او رب المتشددين ،”ولولا الإختلاف ماكان وجود الله”.
هذا التناقض هو مايعرقل كل محاولات التجديد للخطاب الديني في مصر والجهود المبذولة من كافة مؤسسات الدولة والهيئات مع الازهر ولكن يظل الوعي لدى بعض الناس منخفض وبسبب ذلك يستمروا في تطبيق العنصرية او العنف الديني ظنا منهم بإنهم بذلك مؤمنين ،وهي تصوراتهم الدينية المحدوده التى اصبحت بالية مع الزمان والمكان .
على سبيل المثال حاولت منذ سنوات المؤسسات الإعلامية مواجهة التيار الديني العنيف عبر التمييز بين جوهر الإسلام الإعتدالي والذي يمثله إسلام المؤسسة الرسمية “الأزهر” وبين الجماعات الإسلامية السياسية،حتى إنها وصفت كل تلك الجماعات بالمتطرفة والإرهابية وغير المشروعة .
وبالرغم من توظيف الإعلام والمؤسسات الرسمية الدينية لنبذ خطاب الكراهية واستخدام الوعاظ الأزهريين إلا أن الوعي في المجتمع مازال يمارس العنف الديني على سبيل المثال تعرض الفتيات غير المحجبات في رمضان للتنمر والعنف ، كذلك تعرضي شخصيًا، ومن هم مثلي للتنمر والعنف الديني بل بالتكفير بسبب عدم صيامي وجهري بالإفطار بسبب مرضي ، مثال آخر تنمر الأطفال من طفل مريض لا يستطيع الصوم وإجباره على الإفطار في ” دورة المياه” لخوفه من مشاعر الكراهية التى يتعرض لها من زملائه ممن تشبعوا بالعنف الديني من عائلاتهم الذين جعلوا الصيام أداة للعنف وكفروا من قام بالإفطار بالرغم بإن الله رحيم شرع وأباح الإفطار لأصحاب الأمراض ، ولكن الفكر المتشدد في وعي الغالبية من المصريين لم يرحم المرضى .
ذلك بين ابناء الدين الواحد فكيف يتعامل الوعي المتشدد من أصحاب الديانات الأخرى والذين يعانوا التنمر مع كل عيد او مناسبة دينية حيث تخرج دعوات على السوشيال ميديا تحرم تهنئتهم رغم تأكيد شيخ الازهر بأن جميع المصريين أخوة ولكن منذ يومين قام أحد الشباب بالتعليق بإنهم ليسوا اخوتنا حدث ذلك على منشور لممثل مصري كان يقوم بالتهنئة لأخوته في الوطن.
فنحن أمام سؤال يطرح نفسه مع حوادث العنف الديني المتعلقة بوعي المصريين، هل فشلت محاولات الإصلاح للخطاب الديني والتى بدأت منذ سنوات ومستمرة حتى الآن في تغيير الوعي المجتمعي , ام أنها حالات فردية تكاثرت بين أطياف المجتمع وشكلت مستعمرة فاشية على أرض الوطن .
لذلك يجب على كافة مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية سواء كانت مؤسسات إعلامية دينية اوسياسية أو اجتماعية أن تتكاتف معًا للقضاء على الفكر الدينى الفاشي الذي يميل للعنف وأن تتضافر الجهود على التجديد للخطاب الديني الذي يعمل على تغيير الوعي وأن يتعامل الجميع بإنسانية مشتركة مدنية ودينية متجدده معا ،وأن ينشروا فكرة تغير التفسيرات للأديان وفقا لطبيعة المجتمعات بدلًا من التقديس لكلام السلطات البشرية الناطقة بالعنف .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *