ردينة رمزي تكتب : الهدنة في غزة لحظات بين الألم والأمل
ردينة رمزي هاشم تكتب : الهدنة في غزة لحظات بين الألم والأمل
هذا هو الحال في غزة نبض فلسطين نبض الاماني المبعثرة نبض الأحلام الضائعة حالة من الانتظار المشوب بالتوجس تتسلل إلى قلوبنا بينما تلوح في الأفق بشائر الامن والسلام، ليبقى الألم الذي عانينا منه طيلة الأشهر الماضية يثقل كاهلنا ويتعبنا.
في هذه اللحظات، تتجلى الدموع كنهر يفيض من السماء وكأنها تعكس ما نعيشه من حزن تعكس أحزاننا المحبوسة بين جدران عقولنا تنتظر اللحظة المناسبة لتخرج من ظلماتها إلى نور السلام المهدد المحفوف بالمخاطر ففي خضم هوس الحرب، نعيش مآسي عديدة تترك في نفوسنا جروحًا عميقة فقد أصبحنا أسرى لماضي مؤلم، نخاف أن تبقى هذه المشاعر ملازمة لنا في كل تفاصيل حياتنا لتتصارع مع مستقبل يفيض بالاحلام مربوطة بسلام مكبلًا بأصفاد خائنة، تتآمر على آمالنا وتقيد أحلامنا
إن الهدنة ليست فقط توقف لأصوات الرصاص والصواريخ هي لحظة لوداع الأرواح التي فقدناها، وودعناها حيث ودعنا جزء من أنفسنا حتى تمزقت أرواحنا من لوعة الفراق تلك الأرواح الطاهرة التي ستذكرنا بالمآساة التي عشناها وسنعيشها كل يوم أرواح غابت في زوايا بيتنا، ستظل حاضرة في قلوبنا وفي عقولنا نشعر بها في كل لحظة وفي كل زمان ومكان
في خضم الترقب، تعلو الاصوات وتتسائل لماذا عشنا وسنعيش هذا المصير؟ هل نحن ضحايا لقدر لا نملك فيه شيئًا، أم أننا ضحايا لأيدٍ بشرية تسعى لتحقيق رغباتها على حساب أرواحنا؟
نعم لقد نالت الحرب منا أكثر مما يمكن أن تحمله قلوبنا؛ اغتالت معاني الحياة اغتالت معاني الفرح وأطفأت شعلات الأمل، وتركت جروحًا خفية تلاحقنا بلا رحمة.
ومع ذلك، تظل الهدنة نقطة انطلاق جديدة. قد تكون بداية لفصل جديد من الحزن والذكريات الحزينة، لكنها تحمل في طياتها أيضًا بارقة أمل. أمل بسيط كحلم طفل صغير في إعادة بناء بيته الرملي الذي صنعه بالرمال واخذته الامواج فيتشكل الحلم والامل في بناء ما تهدم، قد لا تعيد لنا الهدنة من رحلوا وتركونا لكنها تمنحنا فرصة للتشافي ، للحديث عن الألم وعلى أحلامنا التي كُسرت.
وصلنا إلى نهاية الطريق المحزنة لنكون على عتبة الهدنة، نُدرك تمامًا أن الألم لن ينتهي بتوقيع على ورقة مخربشة بأحرف مبعثرة فلن تداوي أثارًا تركت فينا، ولا قلوب جرحت لكن نأمل أن يتوقف سلسال الدم وجروحنا سنخيطهم بآمالنا وسنعيش لان على هذه الأرض ما يستحق للحياة .
رحم الله شهدائنا، وشفى الله جرحانا، ومنحنا جميعًا الصبر والقوة لنستمر في هذه الرحلة. فالهدنة ليست نهاية، بل بداية جديدة، حيث نتمكن من استعادة أنفسنا، واستعادة الأمل الذي لن يموت أبدًا في قلوبنا.