الرئيسية سوا حوارسفراء السلام

صانع السلام في مصر .. المطران “منير حنا” مدير مركز الحوار الإسلامي المسيحي بالكنيسة الأسقفية

إطلاق أول مبادرة تعليمية بالمدارس تجمع بين الأطفال المسيحيين والمسلمين للتوعية بأهمية التعايش
نشاط أكاديمي بالتعاون مع الأزهر الشريف .. و«فهم الإسلام» أولى دورات المركز الدراسية
نادي للسينما والقراءة والموسيقى مفتوح لكافة الديانات .. ومحاضرات مسائية عن شخصيات إسلامية بارزة
لقات دورية للشيوخ والقساوسة .. وفريق مدرب لحل الصراعات يضم أقباطا ومسلمين للتحرك نحو مناطق الأزمات

 

كتبت- تريزة شنودة:

“تغيير المفاهيم المغلوطة وتقبل الآخر”… شعار يرفعه “مركز الحوار الإسلامي المسيحي” للتفاهم والشراكة بالكنيسة الأسقفية بمصر بمقر كنيسة جميع القديسين بالزمالك، ذلك المركز الذي لم يتجاوز تاريخه العام فقط، إلا أنه جسد المعنى الحقيقي لطيب الأثر لمحاولات التقارب والتفاهم بين الأديان بشكل عملي عبر أنشطته المختلفة التي يتبناها.

“سوا حوار ” كانت في ضيافة المطران منير حنا، رئيس الكنيسة الأسقفية السابق، ومدير مركز الحوار الإسلامي المسيحي، الذي حدثنا عن أهم أنشطة المركز وخطوات التأسيس والإطلاق الفعلي له.

في البداية أكد المطران منير حنا، إن الإطلاق الفعلي لمركز الحوار الإسلامي المسيحي للتفاهم والشراكة بالكنيسة الأسقفية، نفذت بالفعل منذ عام، مشيرا إلى أنها نتاج حلم وتفكير لمدة سنوات، لتنفيذ خطوات عملية لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الأديان، ومحاولة دعم الحوار بينهم بشكل جدي، ودعوة للتفاهم والشراكة في وقتنا الراهن وللمستقبل للأجيال القادمة من أبنائنا.

وأشار حنا، إلى أن من الأهداف الرئيسية للمركز هو تغيير المفاهيم المغلوطة وتغيير الفكر وتقبل الآخر المختلف دينيا وعقائديا، موضحا أنه من الضروري أن نسعى عبر المركز إلى ترسيخ أهمية تقبل الآخر كما هو وليس كما أريد أن أتصوره، لذلك لا بد من الحوار واستخدام العقل، مشيرا إلى أن المركز يهدف لعقد لقاءات تجمع شيوخ وقساوسة في ندوات وعمل في نشاطات مشتركة.

وأكد حنا، أن الرسالة الرئيسية التي نريد العمل عليها خلال وقتنا الحالي بالمركز التابع للكنيسة الأسقفية، هي معرفة أفضل للدين الإسلامي والمسيحي، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الأديان المنتشرة بالمجتمعات المختلفة بشكل عام والمجتمع المصري بشكل خاص، كما نقدم دعوة لمن يريد التعرف على كيفية الحوار بين الديانات بزيارة مصر والتعاون مع مركز الحوار الإسلامي المسيحي للتفاهم والشراكة.


نشاط أكاديمي ومبادرات اجتماعية..

وأوضح “حنا” أن المركز يركز على ثلاثة اهتمامات، الاهتمام الأول يتمثل في النشاط الأكاديمي للمركز يشمل الدراسات الإسلامية والمسيحية بالتعاون مع الأزهر الشريف خاصة بالنسبة للطلبة القادمين من الدول العربية، مشيرا إلى أن النشاط الثاني هو المبادرات الاجتماعية التي تهدف لتشجيع كل الفئات في الاشتراك في مشروعات مجتمعية صغيرة تهدف لصالح المجتمع، كما يسعى مركز الحوار الإسلامي المسيحي إلى خلق تناغم وتعاون وتعايش سلمي بين الأديان، قائم على الاحترام والمحبة.

وأضاف أن الاهتمام الثالث للمركز هو خلق فريق مدرب جيدا على حل الصراعات، ويضم أبناء مصر من مسلمين ومسيحيين للتحرك نحو مناطق الأزمات، مؤكدا على ضرورة أن يصبح للمركز دور كصانع سلام في مصر.

وتابع مدير مركز الحوار الإسلامي المسيحي، مشيرا إلى أنه يضم في عضوية أمانته العامة الدكتور مصطفى الفقي، المدير السابق لمكتبة الإسكندرية، والمستشار عدلي حسين محافظ القليوبية الأسبق، وجرجس صالح الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط.

إطلاق مبادرة تعليمية بالمدارس للتوعية بأهمية التعايش..

وفيما يخص الأنشطة التعليمية والثقافية للمركز، أشار يوحنا، إلى أن المركز يتبعه أيضا مركزا ثقافيا يحمل اسم “جسور”، ويشارك عدد من الشباب المسلمين والمسيحيين في أنشطته المختلفة، من بينها نادي السينما والقراءة والفن والموسيقى، كما سنطلق قريبا مبادرة تعليمية بالمدارس تجمع الأطفال المسيحيين والمسلمين بهدف التوعية بالتغييرات المناخية، وتجسيد معنى التعايش المشترك بشكل فعلي في مدارس متنوعة.

“فهم الإسلام”… أولى دورات مركز الحوار الإسلامي المسيحي..

وعلى صعيد ذي شأن قال “حنا” إن من أول الأنشطة التي أطلقها مركز الحوار الإسلامي المسيحي للتفاهم والشراكة، بحضور المطران الدكتور سامي فوزى رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، تمثلت في دورة دراسية تحت عنوان «فهم الإسلام»، وذلك بحضور عدد من الدبلوماسيين الأجانب والمصريين بالقاهرة.

وتابع: “قام بتقديم هذه الدورة الدكتور محمد جمال عبد النور خريج جامعة الأزهر الشريف والحاصل على درجة الدكتوراه بالمملكة المتحدة، والذي يعمل حاليا أستاذ بجامعة يورك بإنجلترا”.

وأوضح حنا، أن الدورة شملت زيارات ميدانية لعدد من المساجد ومحاضرات مسائية عن شخصيات إسلامية بارزة بمركز الحوار المسيحي الإسلامي داخل مقر كاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بالزمالك، وتناولت المحاضرات موضوعات مختلفة حول الإسلام والشخصيات الإسلامية البارزة.

كما لفت النظر إلى توقيع الكنيسة الأسقفية بمصر اتفاقية للحوار مع الأزهر الشريف عام 2002 إذ يأتي المركز المسيحي الإسلامي تحقيقا لهذه الاتفاقية، موضحا أنه من الأنشطة التي أطلقها المركز أيضا خلال عامه الأول منذ التأسيس، مؤتمر مؤسسة جينكو البريطانية للحوار الإسلامي المسيحي بحضور عدد من الباحثين والأكاديميين.

وفي ختام لقانا معه، قال المطران منير حنا، رئيس مركز الحوار المسيحي الإسلامي، إن مصر بلد تتسم بالتعددية الدينية، وهي ليست شعارات بقدر ما هي طريقة لحياة ملايين المسلمين والمسيحيين الذين يعيشون في حوار مستمر يجمعهم التاريخ والأرض والثقافة، مشددا على أن الحوار بين الأديان السماوية، له قيمة ذات أهمية كبرى، خاصة حين  يصبح طريقة للتعايش السلمي بين المصريين ويتطلب احتراما متبادلا يسمح بالتعرف على كل دين دون الخوف أو رفض الأخر، مشيرًا إلى أن المركز أطلق  شجرة للحوار في حديقة كاتدرائية جميع القديسين خلال مؤتمر الحوار لمؤسسة جينكو البريطانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *