سفراء السلام

القس “صموئيل حبيب”..صاحب أول برنامج لمحو الأمية بصعيد مصر

كتبت: نرمين فيكتور:

القس صموئيل حبيب

 يعتبر القس “صموئيل حبيب” هو الغائب الحاضر” الذي خلد اسمه بالتاريخ رغم رحيله عن العالم، وذلك في ترسيخ مبادئ الحوار بالتعليم، بين الفقراء والمهمشين، عبر أول برنامج يخص التعليم ومحو الأمية في قرى صعيد مصر.

  صموئيل حبيب، هو مؤسس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الإجتماعية وهي أول المؤسسات الخدمية الكنسية التي تهدف لخدمة المجتمع، ورئيس الطائفة الإنجيلية الأسبق، وهو مواليد صعيد مصر بمحافظة بني سويف حيث ولد بها بعام 1928 م، وسيم قساً مسيحيًا بعام 1951م، وبدء اهتمامه بالعلوم الإجتماعية من خلال دراسته لها بالجامعة الأمريكية، كما نال درجة الماجستير حول موضوع “المتعلمين الجدد بالمجتمع المصري” بعام 1955م.

أطلق “حبيب” أوَّل برنامج لمحو الأُمِّيَّة في صعيد مصر ببداية الخمسينات، وذلك في قرية نزلة حرز بالمنيا، ثُمَّ طوَّره، وأقام العديد من البرامج الأخرى المصاحبة له، وعبر قُرابة نصف قرن استطاع أن يجعل من الهيئة القبطيَّة الإنجيليَّة للخدمات الاجتماعيَّة واحدة من مؤسَّسات العمل الأهليِّ الرائدة في مصر.

رسالة النور ..أول مجلة مصرية تخص “محو الأمية”
أصدر أول مجلَّة مصريَّة تُعنَى بمتابعة المتعلِّمين الجدد حتى لا يرتدُّوا للأميَّة وهي مجلة رسالة النور بعام 1958.

اختاره المجلس القوميُّ للكنائس الأمريكيَّة باعتباره واحدًا من ثلاث شخصيات عالميَّة معنيَّة بمكافحة الأميَّة وتم تكريمه في حفل خاص أقيم في نيويورك بمناسبة العام الدوليّ لمكافحة الأميّة 1990.

كما ساهم في إعداد العديد من البرامج لتدريب القيادات التطوعيَّة، وكتب عدَّة مؤلَّفَات متخصِّصَة في هذا الصَّدد، وقد تُرجِم بعضها من العربيَّة إلى الإنجليزيَّة.

أول رجل دين مسيحي يدعو لتنظيم الأسرة..


كان “صموئيل حبيب” له إسهاما كبيرا في القضايا المجتمعية، وهو من أوائل رجال الدين المسيحيِّ في مصر الذين دعوا لتنظيم الأسرة، وكانت بداية دعوته في ندوات عقدت خلال الستينات من القرن الماضي، تبعها بإصدار كتابين في هذا الموضوع هما: تنظيم النسل: وجهة نظر مسيحيَّة؛ وتنظيم الأسرة.
واهتمَّ بدور رجل الدين في التنمية، فعقد العديد من البرامج المشتركة لرجال الدين، الإسلامي والمسيحي، حول قضايا التنمية، كانت هذه اللقاءات هي الأساس الذي قام عليه مُنتَدى حوار الثقافات بالهيئة 1992 والذي يلتقي في برامجه رجال الدين مع أساتذة الجامعات والـمُثَقَّفِين والإعلاميِّين للبحث في القضايا القوميَّة والفكريَّة.

وانتُخِبَ أمينًا عامًا لسنودس النيل الإنجيليِّ في الفترة من 1966 – 1983. وإبَّان توليه هذه المسئوليَّة قام بالإعداد لاحتفالات الكنيسة الإنجيليّة بمرور 125 عامًا على بدايتها في مصر، وفي أثناء هذه الاحتفالات تمَّ منح الرئيس الراحل أنور السادات درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة مكسنجهام بأمريكا وذلك عام 1980.

تأسيس اتحاد مراكز التدريب للتعليم في إفريقيا..

تولَّى صموئيل حبيب، رئاسة الطائفة الإنجيليَّة بمصر، وأسس هيئة تنمية المشروعات الكنسية وقدمت هذه الهيئة بدعم العديد من مشروعات الكنيسة الإنجيلية، وساهم في تأسيس اتحاد مراكز التدريب للتعليم في إفريقيا، وكان عضوا في دائرة المساعدات الكنسية واللاجئين والخدمات التعليمية بمجلس الكنائس العالمي.
كما كان عضوًا في مجلس إدارة مؤسَّسة “الإنسانية الدولية “في چورچيا بالولايات المتحدة في يناير 1997، وهذه المؤسسة معنية بإسكان الفقراء، حيث اختاره الرئيس الراحل أنور السادات ضمن الأعضاء المؤسسين لجامعة الشئون الإسلامية والعربية، وترجم أكثر من ألف كتاب، كما قام بتأليف أكثر من 65 كتابً خلال حياته ،وكذلك كان مدرساً للعلوم الاجتماعية والإدارة.
في عام 2000م، مَنحت الدولة لاسمه نوطَ الامتياز من الطبقة الأولى، وذلك تقديرًا لأدواره المتميِّزة في العمل الاجتماعيّ لدوره في خدمة التعليم في مصر ثم إطلاق اسمه على مدرسة ابتدائية بأحد المناطق التي خدمها تعليمياً بمحافظة بني سويف .
كرمت جامعة القاهرة اسمه بمناسبة المؤتمر العلميّ الأول لخدمة المجتمع وتنمية البيئة الذي أُقيم بفرع الجامعة ببني سويف (أبريل 2002) بتقديم درع تكريم للسيدة قرينته، وذلك تكريماً لدوره في خدمة التعليم بمحافظات مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *