معرض “طيولوجيا”يواصل فعالياته بتونس لدعم السلام عبر الفن

تريزة شنودة :

بالتزامن مع الاحتفال بأسبوع الوئام بين الأديان افتتح  الفنان خالد زغدود  التونسي معرضا فنيا بعنوان “طيولوجيا”،” في صالة يحيى بمركز البلماريوم في مدينة تونس ،والذي يستمر حتى مطلع شهر مارس المقبل .

يأتي هذا المعرض نتاج مبادرته الحوارية “الوجود الواحد” و التي تقدم مثالا عن دور الفن كلغة جامعة قادرة على مجابهة خطاب الكراهية، و إرساء لغة الحوار بين مختلف المكونات الدينية و الإثنية والعرقية.

من جانبه قال الفنان “خالد زغدود” إن كلمة طيولوجيا هي كلمة مستحدثة قصدت بها عنوانا جديدا لمنطق الطير ،تحتوي الكلمة على جذر “طيو” و أقصد به الطيور،و الجزء الثاني “لوجيا” و أعني به المنطق فتكون الكلمة عبارة تشكيلية عن منطق الطير.

*الفن يواجه خطاب الكراهية

وتابع “زغدود “في تصريحات خاصة لـ”سوا حوار” أن  المعرض  يحتوي على 43 لوحة بالتحديد وظفت كلها لرواية قصة الثلاثون طيرا التي قامت بمغامرة البحث عن حقيقة التوحيد مجسدة في شكل السيمرغ لتسد حاجة إجتماعية إقتضاها إختلافها،مضيفاً أن المعرض يعتمد تقنية القصص البصري visual storytelling ليؤدي وظيفته المطلوبة و تتمثل بالخصوص في إلهام المجتمع أنفاسا فكرية جديدة تحرره من فخ الوقوع في الكره و الإختناق بخطاب الكراهية الذي صار يتفشى و يتفاقم بسبب الأحداث العالمية التي نعيشها.

*الأديان تتفق على الرقي بالمجتمع

وقال إن إختلفت الأديان و المعتقدات في ظواهرها فكلها إجتمعت في وظيفة تربية المجتمع و الرقي بالفرد من موقف العثرة الذي قد يتسبب فيه حال الظلم و الظلام و ليحميه من الإنزلاق في أخطاء الكره و الإنتقام و غيرها خاصة في حالات الإحتقان و التوتر و الغضب. الدين لم يجز محاربة الٱخر و الدين لا يجيز القتل و لكن كل الأديان أجازت محاربة أنفسنا و حثت على قتل الصفات الحيوانية التي تعمينا عن الطريق الصواب في مشاهد الحياة و حل مشاكلنا في الظروف الشديدة.

وأكد “زغدود “أن المعرض يحاول إلهام المشاهد قصة عادلة و معادلة مقنعة في سبيل إيجاد منطق يجمع كل أفراد المجموعة على طاولة عائلية نتقاسم فيها أدوار حماية هذا الكوكب المسكين الذي يعيشنا و صار لا يتحمل بعد ما لم يعد يطيق من ٱثار حروب الحيوان فيناـمشيراً إلى أن “طيولوجيا”هو تجسيد  للحوار بالصور التي تلهم المشاهد كلمات الصمت على ما لا يجوز قوله في حال إقتضت كل قطرة سلام، طيولوجيا حوار بين جملة من التقنيات و الأفكار المطورة من مناطق مختلفة من ثقافات و من أديان الأرض المليئة بالكنوز الفكرية و الفوائد. فلنلتزم بتصفح الفوائد في الكتب المقدسة و لنترك كل ما بدا في أذهاننا من تأويلات لا تجوز بالمقدسات.