“هاجر محمد “تكتب لـ”سوا حوار “:”الله هو رب السلام والمحبة”
“هاجر محمد “تكتب لـ”سوا حوار”:”الله هو رب السلام والمحبة”
لا أعلم لماذا أفكر دوما بتاريخ الإنسانية وحياة الأنبياء والقديسين كلما ذكرت قضية السلام ونبذ الكراهية أمامي لعل السبب هو إيمانى بإن الله خلق الكون والبشر كافة من أجل نشر السلام والمحبة الدائمين، وأن يسود السلام كل شبر في الإرض بين المجتمعات ، والدليل هو حث كل الأديان علي نشر السلام والمحبة بين الأفراد، فالسلام هو السبيل الوحيد لضمان الإستقرار والنماء والعيش في رخاء وتقدم، فقد خلق الله عز وجل الإنسان علي فطرة السلام وجعل اسم السلام اسما له ، لإنه بالسلام يحقق المجتمع الطمأنينه والأمان .
ليس شيء أسرع في خراب الأرض، ولا أفسد لضمائر الخلق من العنف وعدم السلام ، ولما كان السلام بهذه المكانة السامية والمنزلة العالية والمكانة الرفيعة، رأينا كل الأديان تأمر بإتباع السلم والتعامل بسلام بين الناس ،ونجد أمرًا من الله تعالى للمؤمنين في كل الأديان أن يكون السلام خلقًا من أخلاقهم، وسجية من سجاياهم، وذلك لأن صيغة اسم الله “السلام” يدلّ على قداسة الرب تبارك وتعالى في ذاته، فهو بريء من كل نقصٍ وعيب، والقوي صاحب السلامه في أفعاله، حيث جعل الله سبحانه وتعالى صيغة اسمه “السلام”من ادعية الصلاة والتى وردت في السنة النبوية من بينها “اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام”، ورد اسم الله السلام في كتاب الله تعالى مرّة واحدةً فحسب، وذلك في قول الباري تبارك وتعالى: “هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن ”
و حث الله على اتباع خلق السلام بين الناس في عدد لاحصر له من آيات القرآن والإنجيل حيث قال الله تعالى
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً”(البقرة أية ٢٠٨)، كما ورد في كتابه تعالى “وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”(الأنفال اية٦١)
كذلك كانت الآيات في الإنجيل لاحصر لها والتى تدعو وتأكد على إتباع خلق السلام بين الناس من بينها “إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ ٱلنَّاسِ.”(رُومِيَةَ ١٢:١٨) كما ذكر الكتاب المقدس “أَخِيرًا أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ ٱفْرَحُوا. اِكْمَلُوا. تَعَزَّوْا. اِهْتَمُّوا ٱهْتِمَامًا وَاحِدًا. عِيشُوا بِٱلسَّلَامِ، وَإِلَهُ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلسَّلَامِ سَيَكُونُ مَعَكُمْ. (كُورِنْثُوسَ ٱلثَّانِيةُ ١٣:١١) وأية “ٱلرَّبُّ يُعْطِي عِزًّا لِشَعْبِهِ. ٱلرَّبُّ يُبَارِكُ شَعْبَهُ بِٱلسَّلَامِ.”(اَلْمَزَامِيرُ ٢٩:١١ا)
يعرف السلام على أنه حالة من الأمان والسكينة ومنافٍ للحرب والنزاعات. تسعى العديد من الشخصيات إلى نشر السلام في جميع أنحاء العالم، ومن أجل التخلص من الخلافات وتسوية النزاعات التي تقف في وجه تحقيق السلام ،حيث يبدأ بناء السلام في المجتمع عند تنشئة الأطفال وتبنى مفاهيم التعايش السلمي والاعنفي في التربية والتعليم وفقا لإعلان الأمم المتحدة نوفمبر ١٩٩٨لوثيقة لعقد الدولى من أجل السلام واللاعنف من أجل أطفال العالم بجانب إعلان برنامج ثقافة السلام ،كذلك أكدت على دور التنشئة للشباب على التسامح والوحدة بين العالم ضمن حوار الحضارات والثقافات والديانات،بدءامن الأسرة واحترام قيم المجتمع وأختلاف ايدلوجيات الآخر.
ولذلك أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في إعلان ثقافة السلام ضرورة ترويج ثقافة السلام وفقا لميثاق حقوق الإنسان والتى تدعو لنشر التثقيف واليات بناء السلام في المجتمعات لخلق مجتمع ينبذالعنف ويؤمن بمباديء حرية الرأي والديمقراطية في قبول الآخر ومنع نشوب النزعات بين الأفراد وحل المشكلات المجتمعية من أسبابها الجذرية ،للقضاء على كافة أشكال العنف والإرهاب الفكري بسبب خطابات الكراهية التى تنتشر بسبب غياب التنشئه السلمية والحوار بين الأفراد بسبب الأساطير والمفاهيم المغلوطه للنصوص والعنف اللغوي في المجتمع ودمج الأديان بالتصرفات الفردية العنيفة لبعض الأفراد بسبب الجماعات الدينية ، وهو ما تسبب في عدم ثقة بين الجميع ،ولكن نشهد حاليا جهود خيالية للمنظمات في المجتمع المدنى والحكومات والمؤسسات الدينية لنشر ثقافة الحوار بين اتباع الأديان والتى تسعى لجعل كل المجتمعات تحيا في السلام ويسود بين الجميع لغة الإنسانية التى تقبل الآخر المختلف وتنبذخطابات الكراهية والتمييز ،لذلك سيتم خلق جيل كامل من المدافعين عن قيم السلام والذين سيرفعون راية المحبة في كل أرجاء العالم.