أخبار سوا حوارافهمها صحالرئيسية سوا حوار

الكنيسة القبطية بمصر تحتفل بتذكار مؤسسها القديس “مار مرقس”

تريزة شنودة:

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، اليوم بتذكار مؤسسها وهو  القديس مارمرقس الرسول مؤسس الكرازة المرقسية في مصر ؛ وهو  أول من كرز ب بالعقيدة المسيحية  في مصر ؛وهو أول من كتب لنا انجيلا يسجل فيه حياة السيد المسيح ومعجزاته .

من جانبه قال الباحث في التاريخ الكنسي “ماجد كامل” إن  القديس مارمرقس الرسول هو يهودي من سبط لاوي ؛نشأ في أسرة متدينة ؛أبوه يدعي أرسطوبولس ابن عم “أو عمة القديس بطرس الرسول ” ولد مرقس في مدينة القيروان أحد الخمس مدن الغربية من أسرة ميسورة الحال ؛تعلم اللغات اليونانية واللاتينية والعبرية ؛ فأتقنها جميعا .
وكان بيت القديس مار مرقس  هو أول كنيسة في العالم ؛ففيه تم العشاء السري ؛وفيه حل الروح القدس علي التلاميذ في يوم الخمسين  وفقًا للطقس المسيحي الكنسي .
وتابع ” كامل” في تصريحات له أن بداية نشر العقيدة المسيحية في مصر كانت عندما وصل مارمرقس الرسول إلي الاسكندرية كانت تعتبر العاصمة الثقافية للعالم كله ؛ ففيها مدرسة الاسكندرية بمكتبتها العالمية الشهيرة ؛وفيها الديانة الفرعونية بكل آلهتها إيزيس وأوزيريس وحورس وآمون وإبيس وحتحور تحت زعامة رع كبير الآلهة .
وأضاف أنه  تعددت الأراء التي تذكر تاريخ مجيء مارمرقس الرسول إلي مدينة الإسكندرية ؛ ولكن الأغلب الأعم أن مارمرقس الرسول قد جاء إلي الإسكندرية بين عامي 60 ؛61 م تقريبا . والقصة المعروفة لنا جميعا أنه بينما كان يتجول علي البحر مفكرا ومتأملا من أين يبدأ في هذه المنطقة ؛تمزق حذاءة فذهب إلي إسكافي يدعي “انيانوس ” وفيما هو يصلح حذاءه فجاة دخل المخراز في يده فصرخ قائلا “ايس ثيئوس ” اي “يا الله الواحد ؛فتفل مارمرقس علي الطين وطلي به يد انيانوس فشفي في الحال ؛ فطلب انيانوس من مارمرقس أن يزوره في المنزل ؛فزاره هو وأسرته وكلمهم عن السيد المسيح حتي آمن أنيانوس هو وأهل بيته أجمعين . وبعدها قام مامرقس بتأسيس مدرسة لاهوتية لمواجهة المدرسة الوثنية ؛وعهد بإدارة المدرسة إلي القديس يسطس الذي صار الأسقف السادس لمدينة الإسكندرية .كما قام بوضع القداس الإلهي ؛ثم سام انيانوس أسقفا حوالي عام 62م تقريبا ؛كما سام معه ثلاثة من الكهنة وسبعة من الشمامسة.

تأسيس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية :-

عندما حضر مارمرقس الرسول إلي الإسكندرية ؛ كانت الاسكندرية مركزا هاما للثقافة الوثنية ؛ فمن مدرستها الشهيرة تخرج العديد من الفلاسفة والعلماء ؛كما خرجت منها الترجمة السبعينية للكتاب المقدس Septuagint ؛ فكان لزاما علي القديس مرقس الرسول مواجهة هذه المدرسة فأسس مدرسة لا هوتية كان التعليم فيها يقوم علي طريقة السؤال والجواب  وكان يدرس فيها إلي جانب اللاهوت الفلسفة والمنطق والطب والهندسة والموسيقي ؛وأول مدير لهذه المدرسة هو العلامة يسطس “وهو البطريرك السادس “ثم أومانيوس “البطريرك السابع ” ثم مركيانوس ” البطريرك الثامن ” وياروكلاس “البطريرك الثالث عشر ” وديونيسيوس “البطريرك الرابع عشر ” . ومن أشهر علماء هذه المدرسة العلامة أثيناغورس ؛ والقديس بنتينوس ؛ والقديس كليمندس السكندري ؛ والعلامة أوريجانوس ؛والقديس ديديموس الضرير .

استشهاد القديس مارمرقس :-
أثار حرص القديس مار مرقس على نشر العقيدة المسيحية غضب الوثنيون كثيرا عليه بسبب نجاحه الشديد في جذب النفوس إلي الإيمان المسيحي ؛ وفي ليلة 29 برمودة 68م ؛كان المسيحيون يعيدون بعيد القيامة ؛وتصادف في نفس الليلة كان الاحتفال الوثني بعيد الإله سيرابيس ؛فهجم الوثنيون علي الكنيسة ؛وسحلوه في شوارع الإسكندرية كلها حتي تخضبت الأرض بالدماء التي لمارمرقس ؛ثم سجنوه في سجن مظلم حتي الصباح ؛ فقضي مارمرقس الليلة في السجن وهو مهشم الجسد ؛وفي صباح الغد 30 برمودة رجع الوثنيون مرة أخري ؛وأخذوه من السجن وربطوا عنقه بحبل غليظ ؛وكرروا ما فعلوه في الليلة السابقة ؛وهو في كل ذلك كان يصلي طالبا لهم المغفرة ؛وأخيرا قطعوا رأسه واستشهد  لحرصه على نشر الإيمان المسيحي .

رحلة كرسي مارمرقس من الإسكندرية إلي العباسية :_

قال “ماجد كامل” إن الكرسي المرقسي نسبة إلى القديس مار مرقس مؤسس الكنيسة بمصر”الكرسي البابوي”  بدات رحلته من الإسكندرية أولا ؛ومنذ القرن الحادي عشر وفي عهد البابا خريستوذولوس البطريرك 66 (1047- 1077 ) تم نقل الكرسي المرقسي إلي كنيسة المعلقة . ومن المعلقة نقل إلي كنيسة أبو سيفين بمصر القديمة . ومن القرن الرابع عشر وحتي القرن السادس عشر نقل إلي كنيسة العذراء حارة زويلة . ثم نقل بعدها إلي كنيسة العذراء حارة الروم . ومنذ عام 1799 وحتي عام 1971 نقل إلي الكنيسةالمرقسية بكلوت بك ومدفون بها الآباء البطاركة (البابا مرقس الثامن – البابا بطرس السابع “الجاولي” – البابا كيرلس الرابع “أبو الإصلاح ” – البابا ديمتريوس الثاني – البابا كيرلس الخامس – البابا يوأنس التاسع عشر – البابا مكاريوس الثالث – البابا يوساب الثاني ) . وفي عهد قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث نقل الكرسي المرقسي إلي أرض الأنبا رويس بالعباسية ومازال بها حتي الآن .

انجيل مرقس :-

أجمع معظم علماء الكتاب المقدس أن أنجيل القديس مرقس هو أقدم الأناجيل ؛ ولقد ذكر ابن كبر انه كتب في سنة 45م ؛ والقديس ايريناوس أسقف ليون يذكر أنه كتب بعد استشهاد بطرس وبولس الرسولين أي بعد سنة 67م ؛كما ذكر القديس يوحنا ذهبي الفم أن الانجيل كتب في مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *