أخبار سوا حوارالرئيسية سوا حوارساحة حوار

إيمان بالله ياسر تكتب :”الإعلام ودوره المزدوج في المجتمع المصري”

 الدكتورة “إيمان الله ياسر” مدرس الصحافة بالمعهد العالي للإعلام بالشروق تكتب :

“الإعلام ودوره المزدوج في المجتمع المصري”

عند الحديث عن خطاب الكراهية وعدم تقبل الاخر لابد وأن يصاحبه الحديث عن خطاب التسامح والقبول للمختلف على كل المستويات والتوجهات وبالتزامن مع الاحتفالات الخاصة بمناهضة الكراهية في العالم يستحضرني العديد من المشاهد منم العمال الدرامية والسينمائية التي سعت إلى ترسيخ مفهوم مناهضة الكراهية والسعي نحو قبول الاخر المختلف بكافة توجهاته واديولوجياته وعرقه ولونه فالحملة التي اطلقتها القنوات التلفزيونية تحت شعار “تجمل بالاخلاق” والتي سعت من خلالها إلى تسليط الضوء على عدد من القيم المجتمعية النبيلة التي نرجو أن تعود إلى مجتمعنا مرة أخرى ومن بين هذه الحملة كانت رسائل واضحة وصريحة عن ضرورة قبول الاخر والسعي نحو ترسيخ مفهوم التسامح والقبول. مثال عرضها مشهد من فيلم جعلوني مجرما من بطولة فريد شوقي ويحى شاهين وهو يسعى إلى نصحه وارشاده بضرورة اقامة الصلاة حتى ينصلح حاله. فاتذكر رواية هذا الفيلم التي كانتن تدور حول احد الافراد الذي دفعه النبذ المجتمعي ليصبح مجرمًا ولم يتقبله سوى امام المسجد الذي ادى دوره يحى شاهين وكان يسعى لنصحه دائمًا حتى يخلق منه مواطنًا صالحًا مما يؤكد على أن التسامح والقبول قادر على تغيير الافراد وتجميل سلوكياتهم والعكس هو الصحيح فالعنف والجريمة هي الوجهه الاخر للكرهية والبغض.
الدراما لم تكن هي المتهمة الوحيدة عند الحديث عن الاعلام ودوره في مناهضة أو نشر خطاب الكراهية في المجتمع. لان البرامج ايَا لعبت دور بارز في نشر العديد من القيم السلبية وغير المقبولة في مجتمعنا المصري بدايًة من برامج الرياضة والمعلقين الكرويين الذين كانوا دائمًا ما يسخرون من الفرق المنافسة ويحتدون على بعضهم البعض داخل الاستديوهات غير عابئين بأنها مجرد لعبة رياضية لابد وأن ينتشر معها روح التقبل وأن المباريات ليست ساحة صراع بين الفرق ولكنها ساحة تنافس وشتان ما بين الكلمتين ومعانيهما.
وسار على نفس النهج معهم برامج التوك شو التي تحولت إلى مسرح كبير يضم كافة أشكال الكراهية والتمييز والنفور وعدم القبول والازدراء والرفض للغير على كافة مستوياته ليزيدوا من نشر الخطاب الرافض في المجتمع المصري والذي بدأ يُترجم في الشارع المصري على هيئة سلوكيات من تحرشات وقتل وازدراء وعنف. جعل من الطبيعي رؤية اراقة الدماء في الشارع واستباحة الغير دون الانتباه للقيم الاصيلة الخاصة بمجتمعنا المصري والتي تربينا عليها من صغرنا.
الاعلام لا يمكن أن ننفي دوره في ترسيخه للقيم غير السوية في العديد من المواقف ولابد وأن يراجع الأدوار المنوطة به حتى يتثنى له العودة للقم الايجابية الخاصة بالمجتمع المصري الاصيل. فالكراهية والرفض وما تمثله من وجه قبيح يجابه التسامح والقبول كانوا دائمًا البصلة المحركة للمجتمع والتعاملات الانسانية به في الماضي والحاضر. حيث كانت وسائل الاعلام في الماضي تسعى إلى التصدي للمعاني السلبية ونشر المعاني الايجابية وهو ما نفتقد له الان في مجتمعنا المصري.
وإن كانت اصابع الاتهام الموجهه دائمًا للسينما بأنها تسعى إلى تدمير القيم المجتمعية وانها لابد وأن تعود لترسيخ الايجابيات إلا أننا لابد وأن نكون منصفين ونؤكد أن الاعلام المصري ككل يحتاج إلى عملية مراجعة وضبط حتى يتثنى لنا مناهضة العنف والكراهية والتمييز داخل المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *