الكثير منا لا يعلم أن الصحة النفسية ، والمحافظة عليها ضرورة لحياة متوازنة ، يعمل الفرد طوال أيامه ، ولا يشكو سوى من الجهد الجسدي ،متجاهلاً صحته النفسية ،وهي المحرك الرئيسي لكل الحياة ،جسده وحياته .
يعتبر اليوم العالمي للصحة النفسية 2023 فرصة للأفراد والمجتمعات المحلية لنصرة موضوع “الصحة النفسية حق عالمي من حقوق الإنسان” من أجل تحسين المعارف وإذكاء الوعي والدفع قدما بالإجراءات التي تعزز وتحمي الصحة النفسية للجميع باعتبارها حقا عالميا من حقوق الإنسان.
والصحة النفسية حق أساسي من حقوق الإنسان المكفولة للجميع. ولكل شخص، أيا كان وأينما كان، الحق في التمتع بأعلى مستوى من الصحة النفسية يمكن بلوغه، ويشمل ذلك الحق في الحماية من مخاطر الصحة النفسية، والحق في الحصول على رعاية في المتناول وميسورة ومقبولة وذات نوعية جيدة، والحق في الحرية والاستقلال والإدماج في المجتمع المحلي.
وتنطوي الصحة النفسية الجيدة على أهمية حيوية لصحتنا ورفاهيتنا إجمالا، ومع ذلك، يتعايش شخص واحد من كل ثمانية أشخاص في العالم مع اعتلال من اعتلالات الصحة النفسية التي يمكن أن تؤثر على صحتهم البدنية، ورفاههم، وكيفية تواصلهم مع الآخرين، وسبل عيشهم. وتؤثر اعتلالات الصحة النفسية أيضا على عدد متزايد من المراهقين والشباب.
ولكن هناك إشكالية مجتمعية خاصة في مجتمعاتنا العربية ،تتمثل في الشكوى من أي مرض نفسي مثل حالات الإكتئاب ،ذاك المرض الذي يعتبر أكبر من أن يعتبره البعض مجرد حالة حزن عابرة ،وهو الإعتقاد الخاطئ الذي يودي بحياة عدد من مرضى الإكتئاب الحاد ،ويقدمون على الإنتحار ،بل ويوصمهم البعض في الأديان المختلفة بـ”الكفر “.
في اليوم العالمي للصحة النفسية ، علينا أن نفصل بين الحزن الشديد في مشاعر مرض الإكتئاب، ووصف الشخص المكتئب، بعدم الإيمان والتدين ، الإكتئاب مرض ليس له علاقة بمشاعرنا مع الله في كل الأديان ،المريض بالإكتئاب يؤمن بعقيدته ودياناته ،ولكن هناك بعض الهرمونات التي حدث لها خلل ،بشكل مرضي، مثل أي مرض عضوي يحتاج علاج،لا علاقة له باليأس من رحمة الله.
في النهاية ،علينا معرفة أن المكتئب شخص متدين ،يحتاج علاج نفسي قبل أي شئ حتى لا يصل لحافة الانتحار ،وهو شخص يحب الله ويصلي له في كل الأديان،ولكن يحتاج لمختص لعلاجه ، وليس للنصح أو الوصم بعدم التدين.
كل عام ونحن أصحاء نفسياً، ولدينا الوعي بالمرض النفسي، في اليوم العالمي للصحة النفسية .
تريزة شنودة
“رئيس التحرير”
