خاص..”سوا حوار” تحاور مهندس جولات التسامح بالفاتيكان”الأب يؤانس لحظي”
تريزة شنودة :
يعد الأب “يؤانس لحظي” مسئول أمانة سر الفاتيكان وممثلاً عنها باللجنة العليا للأخوة الإنسانية والسكرتير العربي الأول للفاتياكن بالشرق الأوسط ،من أبرز القيادات الدينية العالمية التي تدعم مبادئ الحوار ،حيث لقبه الموقع الرسمي للأزهر الشريف ،بلقب مهندس جولات التسامح ، نظراً لجهوده كممثلاً للفاتيكان في دعم الحوار بين الأديان و التوعية بالقيم الإنسانية المشتركة بين الأديان التي تعد جسراً لبناء العلاقات والترابط .
وحاروت منصة “سوا حوار” الأب يؤانس لحظي ،في لقاء خاص يسرد العديد من التفاصيل عن علاقته بالأزهر الشريف و سلسلة المطاعم الخيرية التي أطلقتها مؤسسة الأخوة الإنسانية التي يرأسها .
*في البداية ما رأيك في وثيقة الأخوة الإنسانية التى تجمع بين الفاتيكان والأزهر؟
– تجمع وثيقة الأخوة الإنسانية بين الأزهر والفاتيكان، ووقّعت فى دولة الإمارات فى عام ٢٠١٩، وقد شاركت فى وضع هذه الوثيقة، التى تهدف إلى التآخى مع الآخر، وبناء جسور التواصل والمحبة، برعاية الفاتيكان ومؤسسة الأزهر الشريف، من أجل السلام العالمى، وخدمة الأخوة الإنسانية.
*كيف ترى علاقة شيخ الأزهر مع بابا الفاتيكان ؟
_هناك علاقة تاريخية وإنسانية وطيدة بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، وهي علاقة جاءت بعد فترة من انقطاع الزيارات، فقد كان هناء لقاءً تاريخيًا لهما تسوده أجواء المحبة .
كما كانت هناك للبابا لمصر فى عام ٢٠١٧، أعرب فيها عن حبه لمصر، وأرسل خلالها رسالة لشيخ الأزهر لدعم الأخوة الإنسانية، فهناك علاقة فريدة ومكانة نادرة فى قلبه لأهل مصر، الذين استقبلوه ضيفًا غاليًا عليهم، وهو يكن لمصر كل المحبة، ولجميع المصريين، وأيضًا للرئيس عبدالفتاح السيسى، والبابا تواضروس الثانى، والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.
*كيف ترى لقب «مهندس جولات التسامح» الذي أطلقه الأزهر لك؟
– سعيد جداً وفخور بهذا اللقب الذى أطلقه علىّ موقع الأزهر الشريف، وأتمنى استحقاقه.
*حدثنا عن مؤسسة الأخوة الإنسانية التي ترأسها؟
– مؤسسة «الأخوة الإنسانية» هى ثمار وثيقة «الأخوة الإنسانية» التى تسعى لخدمة الإنسان دون تمييز على أى أساس دينى أو عرقى، وهى مؤسسة تنموية إنسانية غير هادفة للربح، مشهرة بالإدارة المركزية للجمعيات والاتحادات، برقم قيد ١٠٩١ لسنة ٢٠٢٢ بوزارة التضامن الاجتماعى.
وتركز المؤسسة على دعم وتعزيز الأخوة الإنسانية، ونشر قيم ومبادئ وثيقة «الأخوة الإنسانية» من خلال دعم غير القادرين، والمساهمة فى مساعدة الأسر الأكثر احتياجًا، ونشر ثقافة الأخوة والتعايش، وخدمة المجتمع فى كل المجالات، من بينها مجال الطفولة والأمومة، ورعاية الأيتام والمسنين والمرضى وذوى الإعاقة، دون تفرقة أو استبعاد أو تفضيل بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو النسب.
*كيف تسعى المؤسسة إلى تطبيق مبادئ الأخوة الإنسانية ؟
تسعى المؤسسة إلى تطبيق مبادئ الأخوة الإنسانية بشكل عملى يخدم الإنسان دون أى تمييز، ودون استبعاد لأى أحد، فإننا نخدم جميع البشرية وكل إنسان فى العالم، وهذا ما نسعى إليه فى الوقت الحالى، عبر خدمة أهالى غزة فى الحرب، من خلال التبرع لهم بالمعونات، فمشهد حرب غزة تدمع له العين، وتبكى على أرواح الأطفال والشهداء الذين راحوا ضحايا الحرب، فلا أحد يتسم بالإنسانية يقبل هذه الحروب، وعلينا أن نحيا معًا كأخوة وننهى الحروب التى تحاصرنا.
*ما هي كواليس إطلاق سلسلة المطاعم الخيرية “الأخوة “؟
– أطلقت مؤسسة «الأخوة الإنسانية»، التى تعد الذراع التنفيذية لوثيقة الفاتيكان والأزهر، سلسلة مطاعم «فراتيللو»، وهى كلمة معناها مطاعم الأخوة، وبدأت عبر فرع فى حى المعادى بالقاهرة، تحت مظلة وزارة التضامن الاجتماعى.
وتتبنى هذه المطاعم فكرة الأخوة وتقديم الطعام المجانى لغير القادرين، بشكل يحفظ كرامتهم إنسانيًا، عبر كروت تحتوى على مبلغ من المال، تستطيع الأسر من خلاله دفع ثمن الطعام، أى أنها مثل الكروت البنكية أو كروت الشراء، ويتم توزيعها وفقًا لقوائم أعدتها وزارة التضامن لعدد من الأسر غير القادرة، مع توزيع هذه الكروت عليهم لكى يستطيع من يحمل الكارت الدخول إلى المطعم وطلب أى وجبات له ولأسرته دون إحراج أو مس بكرامتهم.
*هل هناك مبادرات أخرى تابعة لمؤسسة الأخوة الإنسانية؟
– بالتأكيد هناك عدة مبادرات أخرى أطلقتها المؤسسة بمصر، من بينها مبادرة «واحة الرحمة»، وهى دور للأطفال الأيتام لكنها تختلف عن دور الأيتام العادية فى أنها تحاول توفير الإطار الأسرى بشكل كامل لهم، وتكوين نموذج للأسرة البديلة فى شكل دار للأيتام، مثلما يحدث فى دول مثل إسبانيا وإيطاليا، مع تقديم الرعاية المطلوبة لتنشئة الأبناء وبشكل تربوى حديث، عبر عدة مبانٍ مجهزة لذلك.
ويقام مستشفى تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى تحت اسم «بامبينو جيزو»، للأمراض النادرة، بالإضافة إلى قوافل طبية تقدم خدمات الدعم النفسى بالمجان، بالتعاون مع مؤسسة «فاهم». ومبادراتنا عمومًا تسعى إلى تحقيق رسالة المؤسسة، وهى «بالإنسانية نصل للجميع»، وأن الخير يجمع ولا يفرق.
* ما هي سبل دعم الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة؟
– في الحقيقة وثيقة «الأخوة الإنسانية» تعلمنا مبادئ الحوار والتواصل مع الآخر بشكل عملى، فهى ليست مجرد حبر على ورق، ولكنها وثيقة تترجم إلى أفعال إنسانية، تهدف لإطعام الفقير والمساعدة فى خدمة الجميع، خاصة أن هناك أعداء كثيرين للخير، لكن كل من له قلب صالح سيجد أننا نسعى فى صالح خدمة البشرية، ونحاول مد الجسور عبر القيادات الدينية، لأن دور القائد الدينى هو أن يحاول تخطى أى عقبات تمنع الحوار مع الآخر، مع بناء جسور السلام والحوار معه وتقبله.
*كيف يستطيع القادة الدينيين دعم السلام بالمجتمعات العربية ؟
“الحوار هو الحل ” في رأيي إن لم نتخذ طريق الحوار والمحبة والأخوة فسنكون فى حالة ابتعاد، لذا يجب أن يكون هدفنا أن نصل إلى طريق السلام، لأننا إن لم نصل إلى التآخى فسنسير إلى طرق أخرى تصل بنا إلى العداء.