الآن فقط أيقن الكل أو البعض ويلات الحروب في أرجاء السودان الوطن الحبيب، أدركنا معنى الصراع والنزاع والنزوح، الآن استعدنا بعضا من الإنسانية .
هذه الحرب لم نكن نحن طرفا فيها بل كنا ضحايا الخداع والمؤامرة والأطماع داخليا وخارجيا بين الحكام والساسة، لكنا بشكل أو بآخر ساهمنا في بذر نواتها بالتشظي عندما سمحنا ولو سرا بين أنفسنا أن يعلوا صوت الجهوية والعنصرية وغفلنا أو نسينا أن النقاء العنصري إلى قيام الساعة ماهو إلا أكذوبة كبرى في أرض النيلين؛ عمدنا أن ننتصر للقبيلة لا للوطن فلم نكن أمة واحدة تجمعنا سُودانيتنا في وطن متعدد الهُويات ومتباين الثقافات.
فشلنا نحن كما فشلت الحكومات في سابق عهدها ولازالت في الإعتراف بالإختلاف وإحترام التنوع وقبول الآخر وأن نجعل من ذلك مصدر قوة ومجد “ليعش سوداننا علما بين الأمم”.
لم يكن السلام الذي ننشده إلا حبرا على ورق، ولم ننعم بحب الوطن ذاك الشعور العميق الصادق إلا في الأغنيات، وسنغني أملا وعملا في إرساء دعائم وطن حر يسع الجميع، وسنظل نغني نبذا للكراهية والتمييز ” أنا أفريقي.. أنا سوداني.. أرض الخير أفريقيا مكاني.. بلد النور والعزة مكاني.. شمس العزة ونورها الأكبر..هلت شامخة زي تاريخي قوية وراسخة”.
سارة الإمام
(كاتبة وباحثة من السودان )
