“كفى”.. مشروع لإرساء السلام المجتمعى من خلال مكافحة خطابات الكراهية
تريزة شنودة :
تستمر جهود مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين اتباع الاديان والثقافات (كايسيد) فى ترسيخ السلام المجتمعى فى المنطقة العربية عن طريق العديد من البرامج والأنشطة ومنها برنامج المشاريع الحوارية 360.
ويعمل البرنامج على دمج خبرة المركز مع طاقات وإبداعات الشباب النشطين فى تعزيز السلام المجتمعى فى مجتمعاتهم.
وقد جاءت قضية مكافحة خطابات الكراهية كمحور عمل وضعه البرنامج أمام الشباب، فأستجاب الشباب بمبادرات تعالج الواقع المحلى لبلادهم. هذا هو الإطار الذى انتج مشروع “كفى” لمكافحة خطابات الكراهية فى تعاون مشترك مع مركز الإبراهيمية للإعلام بالأسكندرية.
وأوضح سامح نسيم مصمم ومدير مشروع “كفى” في تصريحات لـ” سوا حوار ” أن هناك تكامل منهجيات التنفيذ للمشروع بين تدريب شباب القادرة المحليين على مكافحة خطابات الكراهية والتوعية بأثارها بالإضافة إلى إستخدام الفن فى التوعية للجمهور .
*تدريب للقيادات المحلية لمكافحة خطاب الكراهية
وقال إن مشروع “كفى “شمل تدريب عدد 35من شباب القيادات المحلية فى ثمان محافظات مصرية من خلال استخدام المنصات الإليكترونية للتدريب، مضيفاً أنه تم فتح الباب للشباب لدعمهم في بناء الوعى المكتسب لتنفيذ مبادرات محلية لمكافحة خطابات الكراهية وهو ما أثمر أربعة مبادرات محلية وهى “انا السلام – كفى أسيوط” والتى عملت من خلال ورش العمل للفتيات والسيدات للتوعية بخطابات الكراهية الموجهة ضد المرأة .
وحضر هذه المبادرات عدد 38 شابة وفتاة و” إبتسامة أمل وسلام – كفى المنيا” والتى نفذت أربعة ايام من ورش العمل التفاعلية للأطفال فى بداية المرحلة الإبتدائية للتربية على رفض خطابات الكراهية ورفض الأخر .
و تابع ” جيد ” أن المبادرة استطاعت الوصول لأكثر من 100 طفل بقرى محافظة المنيا و”بنعيش إنسانيتنا – كفى أسوان” والتى قدمت عرض مسرحى تفاعلى توعوى أستمتع به عدد 130 من ابناء قرى محافظة أسوان و “منتدى دور الشباب فى مكافحة خطابات الكراهية – كفى القاهرة” والذى شارك به 28 شاب وفتاة عرضوا نماذج مكافحة خطابات الكراهية الدولية والمحلية وكيفية تفاعل الشباب خلالها.
وأضاف قائلا:”قد وقع الاختيار على فن الكاريكاتير والكوميكس لحمل رسالة رفض خطابات الكراهية والتوعية بثارها لقربه من شخصية الشعب المصرى المرح والمحب للفكاهة .
وتابع أن “مشروع كفى” نفذ حملة نشر على منصات التواصل الأجتماعى باستخدام رسومات الكاريكاتير والرسومات التعبيرية والتى نجحت فى الوصول لأكثر من ستة ألاف مشاهد، كما انتج المشروع عدد 5 افلام انيميشن للتوعية بخطابات الكراهية بمساعدة الخبرات الفنية بمركز الإبراهيمية للإعلام وهو ما جعل تلك الأفلام القصيرة البسيطة وسائل إيضاح أستخدمت فى العديد من الأنشطة حتى تلك التى لا تخص مشروع كفى.
وأضاف :”لعل الوقوف أمام مشروع صغير فى وقت تنفيذه وحجم ميزانيته بينما نجح فى الوصول لكل تلك المواقع الجغرافية وعدد المستفيدين لأمر مثير للإهتمام، نتطلع على السبب وراؤه من قائمة كبيرة من الشراكات التى نجح المشروع فى تنفيذها فهؤلاء شباب متطوعين فى مؤسسات أهلية ومعهم مبادرات مجتمعية حرة وشباب فنانين فى الرسم والتأليف والأنيميشن أستطاعت إدارة محترفة ان تجمع كل تلك الخيوط رغم قلة عدد فريق عمل المشروع المؤلف من مدير للمشروع و منسق. ويمكننا أن نصرح بأن وجود الشباب كعنصر فاعل فى العمل لمكافحة خطابات الكراهية كان الطريق لخلق حالة من الإبداع فى طرق ومنهجيات مواجهة خطابات الكراهية ومعالجة تحديات تلك المشروعات. فالشباب طاقة وقوة كما أنهم أحد أهم محركات المجتمع وفئاته وعندما تضاف تلك القوة لإطار تعاون مؤسسى يتوفر لها قواعد تنظيمية يجعل منهم قوة مؤثرة تنجح فى انتاج مثل تلك المشروعات المؤثرة والمبدعة لنرى يوماً عالمنا وقد انتهت فيه خطابات الكراهية عندما نقف جميعنا و نقول “كفى” لخطابات الكراهية.”