سامح ثابت يكتب :”عام من التعلم الممتع”
( زميل المنطقة العربية لعام 2023 بكايسيد)
أود أن أكتب إليكم اليوم تجربتي الشخصية عن عام كامل قضيته بقلب (إن صح التعبير) الزمالة للمنطقة العربية بمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة بالعالم، أعتبره عام ملئ بالتعلم الممتع (بالنسبة لي) للزخم الذى أثرى عقلي وفكري، والخبرات المشتركة والأماكن والمعالم الأثرية الخالصة للديانات والثقافات المتعددة حول ثلاثة بلدان.
والأن اسمحوا لي أن أخذكم في فكري لتذكر لمحطات مختلفة بهذه الرحلة وأبدأها معكم من محطة التوقف الأولى من العاصمة التونسية في الفترة من 2 : 8 مارس 2023 والتي بدأت بورش عن ماهية الحوار واستخدامه كإستراتيجية تعلم وإفادة للتعايش السلمي وكيفية عمل مبادرات مجتمعية في محيط مجتمعاتنا، ولا أنسى الزيارات المتعددة لأماكن ومعالم كثيرة ومن ضمنها واحده من أعرق الأماكن الأكاديمية وهي جامعة الزيتونة: والتي تعد إحدى أقدم الجامعات في العالم التي تأسست منذ 737 م، كما لا أنسى إختياري للتحدث عن تجربتي بداخل كايسيد في راديو موزاييك أحد أهم المنصات المسموعة في تونس.
كما أنتقل إلى المحطة الثانية وهى من الفترة 5 : 11 يونيو بالعاصمة التايلاندية بانكوك ، تجربة ثرية جدًا لثقافات وديانات مختلفة عن معارفي ولا أنسى الورش التفاعلية والتي حاولت أن تصل لعمق الحوار من خلال تصميم وتيسير الحوار ، كما تم عمل تغذية راجعه للمبادرات المقترحة من الزملاء والزميلات في الزمالة وكيف يتم استخدام الزيارات الميدانية كأداة للحوار والتعايش بين أصحاب الديانات المختلفة، كما تم التطرق لكيفية الوصول لحوار حاضن للتنوع الديني والثقافي، كما استمتعت بالزيارات للاماكن الاثرية والتي كانت بمثابة دعوة للتأمل والاحترام للثقافات المختلفة عن ثقافتي المصرية ومن أولى الأماكن معبد ساماج ، ومعبد الجبل الذهبي كما كان هناك زيارة للأماكن الدينية المسيحية والإسلامية ، كما تم الاتفاق على تنفيذ المبادرات الخاصة ببرنامج الزمالة .
واخترت أن أنفذ مبادرتي مع الشباب والفتيات من سن 20 : 30 سنه لكي يدركوا خطورة خطاب الكراهية وكيف يمكن أن يكونوا سفراء فيما بعد لمواجهة خطاب الكراهية ليس فقط في محيطهم المكاني أو الاجتماعي وإنما علي المحيط العام، وتم تعريفهم/ن بماهية التمييز والتنمر والفرق بين حرية الرأي والتعبير وخطاب الكراهية وأهم انواعه ومسبباته وأشكاله المختلفة وكيف يتم عمل مبادرات لكي ما تكون الورشة مجرد ورشه تعليمية فقط وإنما أيضا تكون مجال تدريب عملي لكي يتم عمل مبادرات علي أرض الواقع، وتم استهداف عدد ٦٠ شاب وفتاه، كما تم التخطيط لعمل ٣ ورش تفاعلية مع الأطفال كتطبيق عملي في عدد 3 حضانات واستهداف الأطفال من سن ٦:٤ وتم استخدام المسرح وورش الرسم والحكي للتعريف بالمشكلة ومواجهه خطاب الكراهية بداخل قري الأقصر.
أستطيع أن أقول إن الورش كانت بمثابة نقطة تحول للمشاركين والمشاركات لتعريفهم بخطاب الكراهية وانواعه وكيفية معالجته بطرق حديثه ومبتكرة عن طريق المبادرات التي صاغوها خلال الأيام التدريبية، وكانت ردود أفعال المشاركين عن المادة العلمية ردود إيجابيه واستفادوا منها بشكل كبير وتغيرت بعض أراءهم عن مفاهيم التنمر والتمييز وكيف يفرقوا بين حرية التعبير وخطاب الكراهية
والان تأتي المحطة الثالثة والأخيرة تحت عنوان التقييم والاستدامة و حفل التخريج 28 نوفمبر – 04 ديسمبر 2023 ،وكانت بلشبونة – البرتغال ، وهي مليئة بالخبرات التي أكسبتها لعرض المبادرات المنفذة من زملائي وزميلاتي بالمنطقة العربية والافريقية والأوروبية أيضًا، مبادرات ثرية ومليئة بالخبرات كما أشاد بعض الزملاء والزميلات بمبادرتي وكيف كانت الاستراتيجيات المستخدم هامة ومفيدة ومتنوعة للأطفال والشباب والفتيات، هذه المحطة كانت فرصة للسفر بواحدة من أجمل الدول الأوروبية والتعرف على ثقافة مختلفة جدًا عن ثقافتي، تجربة حملت معها فرحة كبيرة للتخرج من برنامج دام عام كان بمثابة فرص كبيرة للتعلم والحوار والاستراتيجيات الكثيرة الثرية المليئة بالصداقات والمعالم الاثرية، كما كانت فرصة رائعة لمراجعة ورصد وتقييم للمبادرات وزيارة كنيسة سانتو دومينغو – متحف كولبنكيان وكما كانت هناك فرصة للتجول والتسوق في أرجاء المدينة المختلفة.
في نهاية حديثي معكم/ن أود أن أوجه عنايتكم بالتطلع لمثل هذه الفرصة لانها بحق كانت فرصة تعلم مليئة بالمفاهيم والصداقات والمعارف والخبرات والمهارات أيضًا، فرصة أرشحها لك بصفة شخصية إن كنت/ي مهتم/ه بالحوار ومجال التعايش بين أصحاب الديانات والثقافات المختلفة.
