الدكتورة “دينا العزومي” تكتب :جيل جديد يحمي شعلة الهوية الثقافية المصرية
الدكتورة “دينا العزومي” تكتب :جيل جديد يحمي شعلة الهوية الثقافية المصرية
حبيبة مرزوق ..لاعبة جمباز إيقاعي مصرية، استطاعت أن تتصدر التريند الفترة الماضية على وسائل التواصل الاجتماعي؛ بعد أن ظهرت في بطولة العالم للجمباز الإيقاعي المقامة في إسبانيا لتقدم فقرتها بفستان ملكي فرعوني على إيقاع مصري خالص يمتزج بين موسيقي أوركسترا مصري ورائعة الفنان محمد العزبي “الأقصر بلدنا”؛ لتخطف الأنظار إليها وتبهر المشاهدين بجمال خطواتها التي توجتها بهويتها الثقافية المصرية، وتكون خير ممثل لبلدها في البطولة.
ورغم أن الفكرة كانت فكرة إدارة المسابقة لتقديم عرض يعكس ثقافة بلادها، إلا أنها صرحت مؤخرا أن الفكرة استلهمتها من مشاركتها العام الماضي في افتتاح طريق الكباش بالأقصر، ورغم أن الإدارة أبلغتها بالفكرة قبل العرض بمدة قصيرة، إلا أنها استطاعت أن تجهز الفقرة وتقدمها ببراعة وسط تشجيع الحضور وانبهارهم.
وإذا تطرقنا إلى الأمر، نجد أن فتاة مصرية الأصل متشبعة بهويتها وثقافتها استطاعت أن تبهر العالم من خلال فقرة لم تتجاوز مدتها الخمس دقايق لتترك بصمتها في البطولة وتعود لبلدها مرفوعة الرأس بما قدمته، وإذا كنا نبحث عن كلمة السر في ذلك، سنجد أن الكلمة المفتاحية لذلك النجاح تكمن في “هويتنا الثقافية” التي يحاول البعض مؤخرا طمسها بكل قوتهم، تلك الهوية التي طالما هزت العالم وكانت موضع احترام.
فقد واجه مجتمعنا مؤخرا غزو ثقافي دخيل، بتدفق هائل للمعلومات والثقافات التي لا تتناسب مع ثقافتنا وهويتنا، دون أن يكون هناك أعمال مماثلة تواجه ذلك السيل وتوقف تدفقه في المجتمع، بل أصبحنا مستقبلين فقط لتلك الثقافات ما يؤثر بشكل خطير في تكوين ثقافة الأجيال القادمة ويعزز من فكرة طمس هويتهم الثقافية المصرية والعربية.
لقد دق ناقوس الخطر منذ فترة ليست ببعيدة لينذر بخطة واضحة المعالم لتغيير تاريخنا وهويتنا، لذا آن الأوان لنتحد من أجل تعزيزها وبنائها داخل الأجيال القادمة، لأن تمسكنا بها ومنع ذوبانها مع الثقافات الغربية الدخيلة، سيساهم في خلق مجتمع سوي وقوي ومتماسك، لأن بلد بلا هوية يعني بلد بلا مستقبل .. فهل سنستطيع أن نفوز بتلك الحرب ؟