الرئيسية سوا حوارسفراء السلام

رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر يفند لـ “سوا حوار” دور الكنيسة في دعم التماسك المجتمعي (حوار)

الدكتور أندرية زكي: نحن على أتم استعداد لإعداد تشريع لمواجهة خطاب الكراهية وتقديمه لمن يهمهم الأمر

 

عقيدة الكنيسة الإنجيلية تقوم على خدمة المجتمع دون تمييز… ونستعد لإقامة مؤتمر للشباب لمد جسور التقارب

 

نحرص على إلحاق مدرسة ومستشفى في كل كنيسة إيمانا منا بأهمية دور التعليم والصحة للإنسان

 

الإعلام له دور في دعم السلام والحوار… ونطالب بمعاقبة المحرضين على خطاب الكراهية

 

تم تقنين أكثر من 400 كنيسة وهذه سابقة تاريخية… ومبادرة “الحوار الوطني” تولى اهتماما بفكرة التعددية

حاورته: تريزة شنودة

وصل الفكر الإنجيلي إلى مصر في نهايات القرن التاسع عشر، ويعتبر الإنجيليون الوطنيون طائفة قائمة بذاتها إلى جوار الطائفة الأرثوذكسية، والطائفة الكاثوليكية، وتعتمد الكنيسة الإنجيلية، في نظام إداراتها على النظام المشيخي، وهو نظام ديمقراطي مستمد من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، والنظام الديمقراطي يعطي لأعضاء الكنيسة حق انتخاب مجلس لها من الشيوخ والشمامسة ينوب عن الكنيسة في إجراء أعمالها والنظر في مصالحها، ولهذا المجلس حق انتخاب أو انتداب أحد أعضائه من الشيوخ ليمثل الكنيسة مع قسيسها أمام المجمع، وبهذا يكون المجلس مسؤولا أمام الله والكنيسة والمجمع المشيخي.
وخلال الأيام القليلة الماضية جددت الكنيسة الإنجيلية، عهدها من جديد للقس الدكتور “أندريه زكي” رئيسا للطائفة الإنجيلية بمصر، بعد إجراء انتخابات فاز بها بدعم من جميع رؤساء المذاهب الإنجيلية المسيحية بمصر.
“سوا حوار ” كان لها حوارا خاصا مع الدكتور أندرية زكي، حول دور الكنيسة في دعم التماسك المجتمعي، والاهتمام بتكوين الشباب فكريا، ودور الإعلام في الحوار بين الأديان وكيفية مواجهة خطاب الكراهية، وكذلك دور الكنيسة في الحوار الوطني الذي دعت له القيادة السياسية قبل عدة أشهر.
* للكنيسة الإنجيلية باع طويل في خدمة المجتمع المصري ككل دون تمييز بين مسيحي ومسلم… حدثنا عن تطورات هذا الدور؟
عقيدة الكنيسة الإنجيلية تقوم على خدمة المجتمع، وعلى سبيل المثال فقد اعتادت الكنيسة الإنجيلية طوال تاريخها عند إنشاء أي كنيسة أن يتم الحاق مدرسة بها لخدمة أبناء الطلاب، وكذلك الحاق مستشفى لخدمة المجتمع، وعلى هذا الحال استمر الوضع حتي تم تأسيس الهيئة القبطية الإنجيلية منذ عام 1950م، لخدمة المجتمع ككل والمواطن المصري مسلم ومسيحي دون تمييز.
* ما رأيك في إطلاق الرئيس دعوة للحوار الوطني؟
مبادرة الحوار الوطني مهمة جدا، لأن الدولة المصرية وعلى رأسها الرئيس السيسي تولي الاهتمام بفكرة التعددية بالمجتمع المصري، واعتقد أن الهدف من الحوار الوطني أن يتلاحم المجتمع المصري ككل، وهو أمر ضروري لبناء الجسور والمساحات المشتركة، ودعم التنوع والتعددية بالمجتمع.
* هل هناك مساهمة خاصة بالكنيسة الإنجيلية في الحوار الوطني؟
نشارك في الحوار الوطني عبر قيادات منتدى الحوار بين الثقافات في الهيئة الإنجيلية، وقد طرحنا العديد من القضايا التي تخص المجتمع المصري وتشغله، ومن أهمها قضية مواجهة خطاب الكراهية، حيث ناقشنا هذه القضية مع المجلس القومي لحقوق الإنسان ومؤسسات الدولة المختلفة.
* على ذكر مواجهة خطاب الكراهية… ماهي أهم هي الخطوات التي تتخذونها لمواجهة الخطاب؟
منتدى الحوار والثقافات بالهيئة الإنجيلية يولى أهمية كبيرة بالتوعية بمواجهة خطاب الكراهية ونبذه، ونحن على أتم استعداد لإعداد تشريع لمواجهة خطاب الكراهية وتقديمه لكل من يهمهم الأمر، اعتمادا على مبادرتنا بهذا الشأن لتجريمه ومعاقبة المحرضين على خطاب الكراهية.
* جددت الكنيسية الإنجيلية عهدها لرئاستكم، فماذا عن أهم القضايا التي تولى لها اهتماما خاصا عقب التجديد لكم مرة أخري في رئاسة الطائفة الإنجيلية؟
هناك عدد من المحاور بدأت بالفعل الاهتمام بها منذ تولي رئاسة الطائفة الإنجيلية قبل عدة سنوات ماضية، وبالخطة المستقبلية أيضا، وتعد الكنيسة المحلية أولى هذه المحاور التي يشغلني الاهتمام بها لكي تكون كنيسة قوية على المستوى الروحي، ودورها أيضا في خدمة المجتمع ككل بجانب قدرتها على استيعاب الأدوار الروحية والاجتماعية المتنوعة.
كذلك أركز على محور هام جدا وهو الاهتمام الشباب، حيث يعتبر من أهم القضايا التى أضعها على قائمة أولوياتي خلال الوقت الحالي، ذلك لأن الشباب يمثل 60 % من المجتمع المصري، والكنيسة الإنجيلية تسعى خلال الفترة المقبلة للاهتمام بهم كونهم أساس المجتمع المصري ومستقبله، كما تستعد الكنيسة خلال شهر مارس الجاري لإطلاق مؤتمر يشارك بالحضور فيه حوالي 2000 من قيادات الشباب، وذلك بهدف بناء جسور بينهم وبين الكنيسة، والتقارب إلى أفكارهم.
كذلك تنصب اهتماماتي على العلاقات بين الكنائس المسيحية المصرية، عبر توطيد العلاقات المسكونية خلال الفترة المقبلة، كما أسعى إلى إعادة المجمع اللاهوتي والذي يناقش القضايا اللاهوتية المهمة والتي نحتاج أن يفهمها شعب الكنيسة الإنجيلية ويقفون فيها على أرض صلبة.
ويختص المجمع اللاهوتي بحل بعض المواقف اللاهوتية المهمة، وقد تم تعطيل عمله لفترة ما، ولكن نحن نعمل على تجاوز تلك المشكلات والعمل على استكماله خلال الفترة المقبلة.
*وماذا عن وضع العلاقات الدولية في أجندتكم؟
نسعى إلى تفعيل الدور المجتمعي للكنيسة للإنجيلية، وتوطيد ودعم العلاقات الدولية، مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، ودعم المجتمع المصري وتحسين صورة مصر بالخارج، وذلك في إطار ما تقوم به الدبلوماسية الشعبية لأجل تقديم صورة صحيحة عن مصر من خلال العلاقات الدولية الإنجيلية، وسوف نكثف الجهود في هذا الشأن خلال السنوات ال “8” المقبلة، كما نركز على قضية مهمة أيضا خلال الوقت المقبل وهي بناء الكوادر حتى يكون لدينا كوادر قادرة على تحديات المجتمع.
* حدثنا عن رأيك في التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي؟
التحالف الوطني للعمل الأهلي، يقوم بدور إيجابي لخدمة المصريين جميعا، وجميع المبادرات الرئاسية في الصحة أو التعليم أو الاقتصاد جاءت لخدمة المجتمع والمواطن، خاصة مع بزوغ الأزمة الاقتصادية العالمية.
* وما دوركم كعضو في التحالف الوطني للعمل الأهلي؟
قدمنا من خلال الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية مبادرة “ازرع” مع شركائنا بمؤسسات المجتمع المدني المشاركين في التحالف، لخدمة المجتمع والمساهمة في دعم قضية الأمن الغذائي بالمجتمع المصري، وهذه المبادرة كانت محل إشادة من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال المؤتمر الأول للتحالف عقب مرور عام على إطلاقه لخدمة المجتمع المصري بمشاركة المؤسسات المجتمعية.
* كمْ عدد الكنائس التي تم تقنينها بقرار من رئاسة الوزراء المصرية حتى الآن؟
تقدمنا بحوالي 1070 طلبا لتقنين أوضاع عدد من الكنائس والمباني الخدمية الإنجيلية لتقنين أوضاعها، وتم تقنين أكثر من 400 كنيسة أي أكثر من % 40، وهذه سابقة تاريخية أن تكون جميع الكنائس مرخصة خلال وقت قصير، عبر لجنة تقنين أوضاع الكنائس التي يرأسها مجلس الوزراء بمشاركة ممثلي الكنائس.
* كيف ترى مبادرة الرئيس السيسي لتحويل انعقاد مؤتمر الشباب إلى مبادرات؟
الربط بين ما يناقشه المؤتمر خلال القاعات ليكون واقع يعيشه الشباب، وبين تنفيذ مبادرات مجتمعية، خطوة إيجابية اعتقد أنها ستكون نقلة تاريخية لحل مشكلات مجتمعية كثيرة تخص الزراعة والصناعة.
* كيف ترى دور الإعلام في ترسيخ الحوار بين الأديان؟
الإعلام مؤسسة من مؤسسات التنشئة الاجتماعية، له دور هام في تغيير وتشكيل الوعي المجتمعي، ينقل الأفكار ويساهم في دعم السلام المجتمعي، أو العكس في بعض الأحيان، ومن ثم فأنا أرى أن الإعلام يقوم بدور مهم في مساندة المجتمع والتضامن المجتمعي في كل الأزمات العالمية.
* لو انتقلنا للحديث عن مجلس كنائس مصر، فماذا عن تقييمكم لوضح المجلس الآن؟
مجلس كنائس مصر من المؤسسات التي تدعم المسكونية، ويجمعنا المحبة والتوافق المجتمعي، لكون المجلس يقوم بدور هادئ وفعال، وله دور جيد في الحوار والتواصل بين الكنائس والمجتمع.
* ختاما… كيف ترى استخدام الشباب للسوشيال ميديا في الخدمات الروحية؟
لا شك في أن   أي استخدام إيجابي للسوشيال الميديا يأتي مواكبا للعصر الحالي لأنها أكثر لغة مقربة للشباب، وأرى أن استخدامها في الخير والمحبة مؤشر جيد، ومن يدعو للسلام والمحبة وإلى أهمية العيش المشترك والتمسك بالله والكتاب المقدس عبر منصات التواصل الاجتماعي من الشباب له دور عظيم، ولكن أي خطاب آخر يدعو لعدم قبول الآخر أو رفضه مؤشر سلبي ومرفوض، ويمكننا اعتبارها أداة وسلاحا ذو حدين عند الشباب وتأثيرها مزدوج بالمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *