هاجر محمد تكتب : “جورج إسحاق..سفيراً للإنسانية “
لا جدال بأن الرصيد الأخلاقي لأي إنسان على مدار عمره يتم إحتسابه بعدد سنوات كفاحة لخدمة الإنسانية وبحضوره المؤثر في كافة التفاعلات الإنسانية ،كذلك يتم قياس مدى التأثير الذي ساهم فيه الإنسان في مجتمعه.
وبهذا يكون الفرد رمزاً حقيقياً اجتماعيًا وسياسيًا،فما بالك لو كان هذا الشخص أمضى عمره في النضال من أجل تآلف الأديان وإعلاء قيمه المواطنة والتعددية ونصرة كل مظلوم والوقوف مع الحق مهما أختلفت الحكومات والسياسات،إذا من العدل أن يستحق لقب سفير الإنسانية وهو اللقب الذي اختاره كل من قام برثاء عمنا” جورج إسحاق “الذي عاش داعما للنضال من أجل الإنسانية عاش ويداه نظيفة من أي مصالح إجتماعيه او سياسية عاش من أجل حقوق الإنسان والذي استحق وبجدارة أن يكون من أهم رموز الحقوقيين في مصر والعالم بأسره .
لم يختلف أحد على الراحل “جورج إسحاق”،وأحبه الجميع بلا إستثناء حتى المختلفين معه ، اجتمع الكل على شرفه واحترام رسالته لأنه كان يتميز بالثبات على مبدأه لا يتغير مهما حدث.
لم التقي به في حياتى ولكنى التقيت دوماً بتلاميذه والذين كانوا شرفاء مثله ،تعلمت منهم كيف كان لايخشى في الحق لومه لائم ،أتذكر صورته أيام الثورة وهو واقف يحمي أخوته من المسلمين ، وخلال هذا الموقف، وثق التاريخ هذ اللحظة في تلك الصورة والتى أخذت على غفله منه.
ويعتبر “جورج إسحاق” رمزا من رموز الوحده الوطنية بين المصريين في قلب التاريخ الإنسانى وجزء لا يتجزأ من كينونة الفطرة الأخلاقية وقبول التعددية بين المصريين،لا أعلم كيف رجلاً واحداً أستطاع أن يقضي على الحروب الأهلية والطائفية والقومية في وطن بأكمله.
رحم الله عمنا جورج إسحاق الذي لن يموت في قلوبنا وستبقى مواقفه وتعاليمه حاضره في ذاكرة قلوب تلاميذه و أحبابه مهما طال الزمن سيبقى سفيراً للإنسانية .