حكاية ورواية

“المحمل المصري”.. أبرز مظاهر إحتفال المصريين قديماً بعيد الأضحى

تريزة شنودة :

شهدت مصر قديماً ، مظاهر احتفالات كبرى خلال احتفالات عيد الأضحى المبارك ، ولعل من أبرز مظاهر هذه الإحتفالات ” موكب المحمل” ، الذي كان يحمل “كسوة الكعبة” المصنوعة في مصر، وسط أفواج من الحجاج  المصريين في طريقهم من مصر إلى الحجاز .

*ما هو المحمل المصري ؟

كان موكب المحمل المصري ، يخرج من مصر كل عام حاملاً كسوة الكعبة، وظل هذا المحمل يخرج منها منذ عهد شجر الدر والمماليك حتى بداية منتصف الخمسينيات من القرن العشرين.

لم تكن رحلة المحمل المصري الذي كان يحمل كسوة الكعبة من القلعة مقر الحاكم في مصر إلى مكة بأرض الحجاز إلا تعبيراً عن عدة أمور هامة، من بينها الإحتفال بالمقدس في نفوس المصريين، وتحويل أي ديانة إلى طقس احتفالي مستمد من وعيه الديني القديم.

ويتكون المحمل المصري من إطار مربع من الخشب هرمي القمة مغطى بستار من الديباج الأحمر أو الأخضر، وغالباً ما يزدان بزخارف نباتية وأشرطة كتابية مطرزة بخيوط من الذهب، وينتهي من الأسفل بشراشيب.

ويشمل المحمل المصري أربع قمم من الفضة المطلية بالذهب في الزوايا الأربع، ويوضع داخل المحمل مصحفان صغيران داخل صندوقين من الفضة المذهبة معلقين في القمة إضافة إلى الكسوة الشريفة، ويوضع المحمل على جمل ضخم يسمى (جمل المحامل) ويتمتع هذا الجمل باعفائه من العمل بقية أيام السنة.

*إنطلاق أول محمل لكسوة الكغبة في عهد”شجرة الدر”

أنطلق أول موكب للمحمل في عهد شجرة الدر، في فترة حكم المماليك، والمحمل نفسه هو عبارة عن هودج فارغ يقال إنه كان هودج شجرة الدر، أما الكسوة فكانت توضع في صناديق مغلقة وتحملها الجمال، ثم يتجه نحو أرض الحجاز.

بدأت الإحتفالات بعيد الأضحى بشكل رسمي ، في عهد الظاهر بيبرس، حيث كان سلاطين مصر المملوكية يلقبون بخدام الحرمين الشريفين.

وكان المحمل يطوف القاهرة يصاحبه الطبل والزمر، والعديد من مظاهر الإحتفالات كتزيين المحلات التجارية والرقص بالخيول، وكان الوالي أو نائب عنه يحضر خروج المحمل بنفسه.

ويطوف المحمل في القاهرة نحو ثلاثة أيام، وموكبه عبارة عن جمل يحمل كسوة الكعبة وخلفه الجمال التي تحمل المياه وأمتعة الحجاج وخلفه الجند الذين يحرسون الموكب حتى الحجاز ومن ورائهم رجال الطرق الصوفية الذين يدقون الطبل ويرفعون الرايات، وبصحبتهم مهرجون يسمون (عفاريت المحمل).

ويعود المحمل المصري بعد فترة الحج حاملا الكسوة القديمة للكعبة بعد إبدالها بالجديدة .

ويذكر أن المحمل المصري لم يكن الوحيد الذي يخرج للحج في العالم الإسلامي، بل كان هناك المحمل الشامي، والعراقي واليمني، لكن ما كان يميز المصري هو خروج الكسوة معه.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *