ساحة حوار

الدكتورة دينا العزومي تكتب :مهرجان القلعة الدولي يعزف نوته التنوع الثقافي

الدكتورة دينا العزومي تكتب :مهرجان القلعة الدولي يعزف نوته التنوع الثقافي ويوحد الوطن العربي من جديد

 

اختتمت دار الأوبرا المصرية فعالية مهرجان القاهرة الدولي للموسيقي والغناء في دورته 31 بقلعة صلاح الدين الأيوبي، ليعج بأركان القلعة على مدار 14 يوما ألوان إبداعية مميزة تتناسب مع جميع الفئات العمرية، وترضى كافة الأذواق، وتعزف نوته رائعة وفريدة من التنوع الثقافي من خلال مشاركة فنانين متميزين من الدول العربية.

فقد استطاع مهرجان القلعة هذا العام في دورته ال 31 أن يقدم تنوعا فنيا وثقافيا ضخما أثرى به المحتوى الفني المقدم لجمهور عاشق للموسيقى والغناء بتعددية فئاته وشرائحه، حيث شارك في المهرجان مطربين ومطربات من مصر والدول العربية، حيثاستطاعوا أن يقدموا إبداعاتهم الفنية من خلال 45 حفلة غنائية وموسيقية على مسرح المحكي.

ويعد هذا التنوع الثقافي من أجمل ما قدمه المهرجان، حيث شارك من سوريا كل من فايا يونان و لينا شاماميان، ومن تونس الفنانة غالية بن على ،والأردن  الفنان عزيز مرقة  ، ومن لبنان كل من الفنان وليد توفيق لبناني، والفنانة عبير نعمة لبنان؛ لينال ذلك التنوع إعجاب كل الحضور ويترك بصمة مختلفة بين الحاضرين؛ ويؤكد نجاح المهرجان هذا العام تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، ورئيس الأوبرا الدكتور خالد داغر.

ولم يقتصر هذا التنوع على جنسيات المشاركين فقط، بل امتد أيضا إلى تنوع المحتوى المقدم بمشاركة شباب الفنانين والفنانات مع عدد من أبرز نجوم التسعينيات؛ ليقدم المهرجان ملحمة ثرية نجحت في مزج مدارس الفنون الموسيقية والغنائية وإعادة إحياء تراثنا الفني المصري والعربي العريق.

ومع الانفتاح العالمي واختلاف وتنوع وزخم الثقافات المختلفة، بدأ يظهر أمام الأجيال الجديد أشكال كثيرة من الفنون، ما يهدد بنسيان تراثنا الفني العريق، فكم من الأجيال الـ”ألفا”و الـ” z “يستمع إلى كوكب الشرق أو عبد الحليم حافظ أو نجاة؟! وكم منهم يعرف محمد عبد الوهاب وسيد درويش؟! ومن فيهم قرأ رباعيات صلاح جاهين؟! اعتقد أنهم يحتاجون أن يدركوا عظمة تراثهم الفني، وهذا ما فطنت إليه وزارة الثقافة ودار الأوبرا مؤخرا؛ لتطلق مهرجان القلعة الدولي هذا العام بذلك الثقل والزخم والتنوع الفني والثقافي، وتنجح في حشد متذوقو الفنون المختلفة وتعيد إحياء التراث من خلال وجوه شبابية واعدة استطاعت مؤخرا أن تكون لها جمهورها من الاجيال الجديدة وأجيال التسعينات في مصر والوطن العربي.

وختاما، أؤكد أن المهرجان هذا العام في دورته 31 استطاع أن يقدم من خلال الفنانيين المشاركين به أعمالا فنية متميزة تنوعت بين الحديث والزمن الفني الجميل، ليحقق بذلك هدف القائمين عليه وهو الحفاظ على هويتنا الثقافية المتميزة وتقديمها بأفضل شكل للأجيال الجديدة، ليتذوقوا عظمة وجمال ثقافتنا وتراثنا الفني المصري والعربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *