“أميرة عزت” تكتب …الأديان وحاجز الخوف
أميرة عزت تكتب …الأديان والخوف من معرفة الآخر
منذ القرن السابع والفتح الإسلامي لمصر، يعيش المسلمين مع المسيحيين علي مدار آلاف السنوات، وإلي الآن الغالبية العظمي من المسلمين حوالي ٩٩٪ لا يعرفون شيئاً عن المسيحية.
مازال قطاع عريض من الكبار والصغار لا يعرفون أن المسيحيين يصومون وينقطعون عن الأكل تماماً طول اليوم وعندما يفطروا يأكلون الأكل النباتي، و لا يعرفون أن المسيحي يصلي في اليوم ٧ صلوات.
في المرحلة الإبتدائية يدرس جميع الأطفال اللغة العربية التي يتخللها نصوص قرأنية، وحسناً يفعلوا فيجعلوا الأطفال المسيحيين تتعرف علي بعض أجزاء الدين الإسلامي ولكنها تظل قشور أيضاً، فالمسيحي أيضا بات لا يعرف كل شيء عن الإسلام.
اعتقادنا علي أن الكلام في الدين ممنوع مثلها مثل باقي الجوامد بمجتمعنا في مصر التي لا نستطيع أن نقترب منها، وباتت تمثل اشباح داخل العمق الإنساني،ولكني لا أعرف لماذا هي ممنوعة؟، ربما لتجنب الخلافات أو التعصب الذي يمكن أن يوجد داخل أي شخص، ولكن اليوم بعد الإنفتاح العالمي بكل أشكاله التكنولوجي، أصبح من الصعب أننا نعيش تحت سقف واحد ولا نعرف أي منا الآخر.
لماذا لم يتم تدريس المواد الدينية للجميع في المدارس والجامعات، وتفتح ساحات المناقشة في الأفاق المثقفة بأي جهة أو صالون ادبي أو ثقافي؟، لماذا يظل هذا الباب مغلق ؟، ربما يكون ذلك الباب المغلق هو من يعمل اصلاً علي زيادة التعصب والفتن.
فكل فريق يزعم أنه معه الحق، لماذا لا نعلم أطفالنا ونتعلم نحن أنه من حقي أن أؤمن بالحقيقة ولكن لا أفرضها علي غيري، وأن اتعرف علي من أزعم أنه مختلف وكافر.
الدولة حينما كانت تحارب الإرهاب بعد القضاء علي الحكم الأخوان في مصر منذ عام ٢٠١٣، عملت على نشر ضرورة تجديد الخطاب الديني بالمساجد، أتذكر وقتها أنها وضعت خطبة موحده لكل أمام مسجد، ثم قرر في وقت لاحق الرئيس عبد الفتاح السيسي إلغاء الزوايا التي توجد في شوارع مصر، ومنع أن يعتلي أي منبر من منابر المساجد غير الدارسين بالأزهر الشريف، وحسناً فعل بتلك القرارت، وبالفعل عملت علي تهدأ الشارع المصري ذلك مع الأحكام الأمني .
ولكني أرى أن كل هذا يعتبر عمل جهد علي سطح المشكلة، المشكلة لابد وأن نواجهها لا نضع رؤسنا في الرمل لا نقول دائما ” لكم دينكم ولنا ديناً” ويبقي حاجز عدم المعرفة لدي الجميع عدو مهول يجعل من أي شخص أن يلعب بالعقول أمر سهل، لماذا لا نكسر المخاوف ونفتح الباب لدراسة الكتب الدينية في المدارس والجامعات وليس فقط منها المسلم والمسيحي بل اليهودي وكل المعتقدات الموجودة في العالم، أر أن ذلك سوف يعزز قيمة الإنسان ويجعله هو من يقرر كيف يتعامل مع الآخر دون أن يملي علية جهة أو أشخاص أفكار معينة .