الرئيسية سوا حوارساحة حوار
كريم كمال يكتب: نحو مجتمع خالي من التطرف
لا يوجد تعريف محدد للتطرف الذي يرتبط ارتباط مباشر بالارهاب لانهم وجهان لعملة واحدة وان كان التطرف هو منبع الارهاب والاساس لكل الجماعات والعمليات الارهابية التي تعتمد علي الفكر المتطرف لذلك نجد المؤسسات الدولية يختلف تعريفها للتطرف عن الدول التي تعرف التطرف حسب سماتها الداخلية الايدلوجيات السياسية التي تحكم هذة الدول لذلك يختلف التعريف والمفهوم والمعني حسب الواقع السياسي لكل دولة. ما مِن تعريف موحّد للإرهاب على الرغم من أن الإعلانات والقرارات والمعاهدات “القطاعية” العالمية قد أوضحت بعض شروطه المميّزة وعناصره الأساسية.
وفي غياب تعريف متفق عليه دوليًا للأعمال الإرهابية، يدعو المفوض السامي لحقوق الإنسان الدول إلى الاسترشاد بالعناصر الأساسية للأعمال الإرهابية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن 1566 (2004) والتعريف النموذجي الذي وضعه المقرر الخاص. ويشمل الإرهاب بحدّه الأدنى تخويف السكان أو الحكومات أو إكراههم من خلال التهديد أو ارتكاب العنف، والتسبب في الوفاة أو الإصابة الخطيرة أو أخذ الرهائن. في الواقع، لا تزال التعاريف الوطنية للإرهاب متروكة إلى حد كبير لتقدير الدول، ما يولّد تفسيرات متباينة في التشريعات المحلية الخاصة بمكافحة الإرهاب. وقد أدت التعريفات المبهمة للإرهاب في بعض الدول إلى سياسات وممارسات تنتهك حريات الأفراد والسكان الأساسية، وتميّز ضد مجموعات معينة. يجب أن تتوافق التعريفات الوطنية دائمًا مع المبادئ الدولية للشرعية واليقين القانوني.
لا يزال التطرف العنيف موضوعًا معقدًا ومتنوعًا تصعب الإحاطة به من جميع نواحيه. وهو ظاهرة واسعة النطاق تتخطّى الإرهاب بحدّ ذاته، ولا تقتصر على منطقة أو جنسية أو أيديولوجية معيّنة أو أي نظام عقائدي آخر. وما من تعريف واضح ومتفق عليه عالميًا للتطرف العنيف. وفي الواقع، لا أساس لمصطلح ’التطرف‘ في المعايير القانونية الدولية الملزمة. وقد أدى النهج غير المتسق المُعتَمَد لتعريف التطرف العنيف إلى تعريفات فضفاضة تقوّض تدابير درء التطرّف العنيف الفعالة وتُستَخدَم كمبررات لانتهاك حقوق الإنسان والحريات الأساسية لبعض الجماعات والأفراد هكذا عرفت المفوضية السامية لحقوق الانسان التطرف بينما اشارت الامم المتحده للتطرف علي انة إساءة لمقاصد الأمم المتحدة ومبادئها.
فهو يقوض السلام والأمن وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة، ولا يسلم أي بلد أو منطقة من آثاره. والتطرف العنيف ظاهرة تتسم بالتنوع وتفتقر إلى تعريف محدد. وهو ليس بالأمر الجديد، ولا يقتصر على منطقة أو جنسية بعينها أو على نظام عقائدي معين.
ومع ذلك، فإن جماعات إرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وتنظيم القاعدة وجماعة بوكو حرام قد شكلت، في السنوات الأخيرة، ملامح تصورنا للتطرف العنيف وحددت معالم النقاش المتعلق بكيفية التصدي لهذا التهديد. ورسالة التعصب – الديني والثقافي والاجتماعي – التي تبثها هذه الجماعات كانت لها عواقب وخيمة في العديد من مناطق العالم. وهي تسعى، بحيازتها للأراضي واستخدامها وسائط التواصل الاجتماعي لإيصال أفكارها وإنجازاتها آنيا إلى مختلف أرجاء العالم، إلى تحدي قيم السلام والعدالة والكرامة الإنسانية التي نشترك فيها جميعا.
وقد أدى انتشار التطرف العنيف إلى زيادة تفاقم أزمة إنسانية غير مسبوقة تتجاوز حدود المنطقة الواحدة. فقد فر ملايين الأشخاص من المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية والجماعات المتطرفة العنيفة. وزادت تدفقات الهجرة بعيدا عن مناطق النـزاع، طلبا للأمان، بل وباتجاه هذه المناطق أيضا، تحت إغراء المشاركة في النـزاع كمقاتلين إرهابيين أجانب، مما يزيد في زعزعة استقرار المناطق المعنية. وما من شيء يمكن أن يبرّر التطرف العنيف، لكن علينا أن نعترف أيضا بأنه لا ينشأ من فراغ. فخطابات التظلم والظلم – سواء كان فعليا أو متصورا – والوعد بالتمكين والتغيير الكاسح تجد آذانا صاغية في الأماكن التي تُنتهك فيها حقوق الإنسان ولا يُكترث فيها بالحكم الرشيد وتُسحق فيها التطلعات.
وبنظرة سريعا علي المجتمع المصري نجد سبب انتشار الفكر المتطرف الذي أدي الي العديد من العمليات الارهابية خلال العقود الخامسة الاخيرة كان سببها انتشار الأمية والخطاب الديني المتشدد بجانب العوامل الاقليمية المحيطة بمصر وخروج قطاع من الشعب للعمل في بلاد تتسم بفكر متشدد بجانب جماعات مثل الاخوان التي استطاعت العمل بحرية خلال حقبة السبعينات من القرن الماضي ومنها خرج العديد من التنظيمات الإرهابية والفكرية المتشددة.
وقد ادركت الدولة خطورة ذلك وخصوصا مع انتشار العمليات الإرهابية فكانت الموجهات الامنية والمراجعات الفكرية طريق لمواجهة هذا الفكر المتطرف مع دور بارز للفن المصري من خلال عدد من الاعمال السينمائية والتلفزيونية وجهت هذا الفكر ونذكر منها علي سبيل المثال افلام الارهاب والكباب والارهابي للفنان الكبير عادل امام والذي ذهب بمسرحية الواد سيد الشغال الي اسيوط في ظل سيطرة الجماعات الإرهابية محافظة اسيوط من اجل نشر رسالة الفن ومواجهة هذا الفكر وايضا مسلسل العائلة وغيرهم من الاعمال الفنية التي كان لها دور في محاربة الفكر المتطرف.
ايضا يجب ان نشير الي ان الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي قامت بالعديد من الاعمال لمحاربة الفكر المتطرف ومنها قانون دور العبادة نشر ثقافة المواطنة من خلال عدم التميز في الوظائف العليا وفي جميع المؤسسات والنهوض والتنمية في القري والنجوع وتطويرها. ويظل السؤال ماذا نحتاج من اجل مجتمع خالي من التطرف والارهاب والاجابه تتلخص في عدد من العوامل يجب توافرها اهمها القضاء علي الامية والفقر ونشر ثقافة المواطنة واصلاح منظومة التعليم مع خطاب ديني معتدل يؤمن بالعيش المشترك والاهتمام بنشر الثقافة والفنون من خلال انشاء بيوت للثقافة في كل قرية وايضا اعادة الفن ألي دورة التنويري من خلال تشجيع النصوص الجيدة وتوفير جهات انتاج لها وانشاء المسارح في كل المحافظات مع اعادة دور المسرح القومي والسينما كمؤسسة داعمة لثقافة الشعب وبلا شك ان مصر قطعت خطوات كبيرة وناجحة في ذلك ولكن مازال الطريق طويل من اجل مجتمع خالي من الفكر المتطرف.. غدا آكثر اشراقا.